شدّد مدير مركز الارتكاز الإعلامي، سالم زهران، على أهمية مواقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وزعماء الطائفة الدرزية في تحييد لبنان عن أجواء الفتنة، معتبرًا أنها أسهمت في تبريد الساحة الداخلية في واحدة من أدق المراحل التي يمر بها البلد.
وقال زهران، في مقابلة تلفزيونية، إن أي اقتتال مذهبي في الداخل اللبناني لا يخدم سوى إسرائيل، مؤكدًا أن الاعتقاد بوجود منتصر وخاسر في هذه الحروب "وهم كبير، فالجميع فيها خاسر بلا استثناء".
وعن الوضع السوري، أشار زهران إلى أن الأزمات تفاقمت بعد رحيل النظام السابق، رغم ما وصفه بـ"الرعاية الدولية للنظام الجديد"، موضحًا أن تعدد الولاءات لدى الجماعات المسلحة، من "داعش" إلى "النصرة"، جعل إعادة بناء الدولة أمرًا بالغ التعقيد، وأن لبنان هو المتضرر الأكبر من هذا الواقع، سواء في حال وحدة سوريا أو تفككها.
كما نوّه زهران بـبيان الجيش اللبناني الحاسم، والاتصالات التي أجراها قائد الجيش العماد جوزاف عون، واصفًا إياها بأنها جنّبت لبنان الفوضى، مشددًا على أن الجيش يبقى الرهان الأمني الأول في كل الاستحقاقات، خصوصًا في ظل وجود ما يقارب 2 مليون لاجئ سوري على الأراضي اللبنانية.
وحول أحداث السويداء الأخيرة، قال زهران إن المشهد لا يمكن قراءته إلا من زاويتين: الأولى، المجازر والإهانات بحق الأبرياء، وهي "أمور مدانة بشدة وتنذر بخطر يمتد إلى لبنان والعراق"، والثانية، محاولة إسرائيل استغلال الفوضى لإحياء مشروع "يهودية الدولة" وتقسيم المنطقة إلى كانتونات مذهبية.
أما في ما يتعلق بزيارة المبعوث الأميركي توم براك المرتقبة، فأوضح زهران أن مضمونها لا يزال في إطار التكهنات، لكنه أبدى تحفظه على ما نُقل عن براك حول "تلزيم لبنان لسوريا"، مضيفًا: "حتى ولو تم توضيح المقصود، فإن هذا الطرح لا يُطمئن".
وذكّر زهران بأن المطلب الأميركي الأساسي يتمثل في نزع السلاح الذي يشكّل تهديدًا لإسرائيل، لا سيما الصواريخ والطائرات المسيّرة، مشيرًا إلى أن حزب الله، عبر تصريحات الشيخ نعيم قاسم، أعلن جهوزيته التامة لأي مواجهة.
وختم زهران بالتأكيد على وجود جهود تنسيقية مشتركة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزاف عون لإيجاد تسويات تراعي المصلحة الوطنية وتُرضي الجهات الخارجية، محذرًا من أن "المرحلة الحالية أدق وأخطر مما نتصور جميعًا".