تشهد مدينة السويداء السورية ومحيطها وضعاً إنسانياً متدهوراً، في ظل انقطاع تام للكهرباء، ضعف شديد في خدمات الإنترنت، ونقص حاد في المواد الغذائية والمياه، ما يفاقم معاناة السكان الذين يواجهون شبح حصار طويل الأمد.
وبحسب مشاهدات ميدانية وتقارير حقوقية، تغيّر المشهد على الطريق الغربي المؤدي إلى المدينة خلال ساعات، حيث نُصبت سواتر ترابية باستخدام جرافات على بعد نحو 25 كيلومتراً من مركز المدينة، وتمركزت عشرات العناصر من قوات الأمن السورية أمام الحواجز، وسط استنفار أمني غير مسبوق.
وتُعد الهدنة الراهنة في السويداء بمثابة اختبار حاسم لمستقبل سوريا، إذ يُنذر انهيارها بانزلاق البلاد مجدداً نحو موجات جديدة من التصعيد والعنف الطائفي.
وخلال الأيام الماضية، شهدت المدينة عمليات قتل ميداني وإعدامات جماعية، وفق ما نقلته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية عن نشطاء ومواطنين دروز. وفي مشاهد مروّعة وثّقتها تقارير من داخل المدينة، عُثر على جثث مدنيين في الشوارع، معظمها مصابة بطلقات نارية في الرأس.
في المقابل، اشتعلت النيران في منازل ومتاجر إثر موجة من أعمال النهب، بعد انسحاب المسلحين من بعض الأحياء، فيما بقيت الممرات الآمنة مغلقة، مع غياب أي اختراق سياسي حقيقي يُنقذ المدينة من دوامة الانهيار.
وفي ظل هذه المعطيات، يبقى مصير المدنيين في السويداء معلّقاً بين الخوف والانتظار، بينما تتسارع ملامح كارثة إنسانية قد تكون من بين الأسوأ التي شهدتها البلاد منذ سنوات.