كشفت تقارير صحافية بريطانية عن إعادة الولايات المتحدة نشر أسلحة نووية في الأراضي البريطانية، للمرة الأولى منذ سحبها عام 2008، في خطوة اعتُبرت تحولاً في استراتيجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) النووية بأوروبا، بعد الحرب في أوكرانيا.
وأفادت صحيفة "التايمز" بأن طائرة نقل عسكرية أميركية من طراز C-17 حطت يوم الخميس الماضي في قاعدة "آر إيه إف ليكنهيث" بمقاطعة سوفولك شرق إنجلترا، قادمة من قاعدة كيرتلاند الجوية في ولاية نيو مكسيكو، حيث تُخزّن الأسلحة النووية التابعة لسلاح الجو الأميركي.
وبحسب محللين عسكريين، يُرجّح أن الطائرة كانت تنقل رؤوسًا نووية، ما يُعيد الوجود النووي الأميركي في المملكة المتحدة، بعد قرار إدارة الرئيس السابق باراك أوباما سحبها قبل 17 عامًا.
وأشارت المصادر إلى أن المجال الجوي فوق القاعدة تم تقييده أثناء الهبوط، وأن الطائرة لم تعد مباشرة إلى الولايات المتحدة، ما اعتُبر دلالة على أن العملية لم تكن تدريبية بل عملية نشر دائمة.
في المقابل، علّق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قائلاً: "نرصد اتجاهاً نحو التصعيد والتسلّح، بما في ذلك التسلّح النووي"، مشيراً إلى أن "الجهات الروسية المعنية تتابع عن كثب التطورات وتتخذ التدابير اللازمة لضمان أمننا القومي".
وكانت صحيفة "التلغراف" قد كشفت في وقت سابق عن "مهمة نووية مرتقبة" في ليكنهيث، استناداً إلى وثائق أميركية غير سرية نُشرت بالخطأ، ما أثار تكهنات حول إعادة إدماج القاعدة في المنظومة النووية الأطلسية.
ورفضت كل من وزارتي الدفاع الأميركية والبريطانية التعليق على هذه المعلومات، التزاماً بسياسة التكتم بشأن مواقع الأسلحة النووية.
وتُعتبر قاعدة "ليكنهيث" مقراً للجناح القتالي 48 التابع لسلاح الجو الأميركي، والذي يضم مقاتلات F-15E "سترايك إيغل" وطائرات F-35A الشبح المتطورة. ومن المتوقّع أن تُجهَّز طائرات F-35A البريطانية بذخائر نووية أميركية مخزنة داخل المملكة المتحدة.
وفي وثيقة رسمية صدرت مؤخراً، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن هذه الخطوة "تعيد الدور النووي لسلاح الجو الملكي البريطاني للمرة الأولى منذ سحب قنابل WE.177 النووية في نهاية الحرب الباردة عام 1998".
الـــمــــزيــــــــــد
