المحلية

ليبانون ديبايت
الأربعاء 23 تموز 2025 - 07:14 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

برّاك يراوح مكانه.. وما زال في "السطر الأول" لوساطته

برّاك يراوح مكانه.. وما زال في "السطر الأول" لوساطته

"ليبانون ديبايت"


من حيث الظاهر، تحتكر واشنطن مساحة التفاوض حول تثبيت وقف النار وحصر السلاح بيد الشرعية، إلاّ أن الحركة الدبلوماسية الأميركية ليست الوحيدة، إنما هناك عملية توزيع أدوار ما بين باريس وواشنطن والرياض، ومن خلال أسلوب مختلف بين الموفدين الفرنسي جان إيف لودريان أو السعودي فيصل بن فرحان أو الأميركي توم براك. ويعتبر المستشار في المفوضية الأوروبية الدكتور محيي الدين الشحيمي، أن برّاك لا يتحدث بلغة أميركية بل بلغة كل أعضاء "الخماسية"، حيث الدور الفرنسي أساسي، وقبل كل زيارة لبيروت يكون للموفد الأميركي محطة ولقاءات في العاصمة الفرنسية كما في السعودية، تشمل الفريق المولج بالملف اللبناني في الخارجية الفرنسية وفي الإليزيه.


وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، يشير الدكتور الشحيمي إلى بعض التمايز والفروقات ما بين المدرسة الأميركية والمدرسة الفرنسية وحتى المدرسة العربية في التعامل الدبلوماسي، مؤكداً أن خارطة الطريق واحدة ما بين أعضاء "الخماسية"، كما أن التفاهم تام بينهم منذ فترة الشغور الرئاسي، مروراً بفترة الحرب وصولاً إلى مرحلة وقف العمليات العدائية وانتخاب الرئيس جوزف عون، فيما الأولوية اليوم هي لتطبيق اتفاق وقف النار بطريقة صحيحة وتصويب الخلل، فالهدف هو منع عودة الحرب، لأن لبنان لم يعد يستطيع تحمل كلفتها، خصوصاً وأن الطرف الأساسي في هذه المواجهة سيكون "حزب الله" الذي بات اليوم مختلفاً عن الحزب الذي كنا نعرفه.


ولا يُخفي الشحيمي وجود ثغرات أدّت إلى إصابة اتفاق وقف النار بالشلل، ومنها ثغرة التفسيرات "الخاطئة" من قبل الأطراف الأساسية "غير الرسمية" في اتفاق وقف النار، وثغرة رفض الحزب تسليم سلاحه للدولة وأولى دلالالته الفصل بين الشمال والجنوب، وربط الحزب موضوع الشمال بمعادلات خاصة به فيربطها أحياناً بأحداث سوريا أو أحداث العراق وغيرها، مع العلم أن هذا الإرتباط يؤكد أن الحزب ما زال الورقة "شبه النابضة" في يد إيران للإستفادة منه إلى الأخير، رغم أن الحزب قد تغيّر من حيث الحيثية والمقدرة على المستوى العسكري والكوادر البشرية والجغرافيا.


بالمقابل، يؤكد الشحيمي أن الحزب وافق على اتفاق الطائف والذي نصّ على حصرية السلاح، والحوار حصل قبل الطائف ولا دور لأي حوار اليوم، معتبراً أنه لو كانت الدولة جازمة في تنفيذ اتفاق الطائف، لعجز الحزب عن العرقلة.


ويكشف الشحيمي أن الحزب يسّوق بأن العهد متناغم معه في الموقف، لكن أي تقارب بين الدولة والحزب بمسألة "حصرية السلاح بيد الدولة"، سيؤدي إلى رفض واعتراض المجتمع الدولي، لأن الحكومة عندها ستظهر وكأنها وسيط لدى الحزب، وستكون الدولة محرجة أمام المجتمع الدولي وصورتها "ضعيفة وواهنة"، ولذلك يسعى لبنان الرسمي، ومن خلال اللقاءات مع الموفدين الغربيين ومن ضمنهم الموفد الأميركي برّاك، أن تتفادى الحرج قدر الإمكان.


ولا يخفي الشحيمي ان المرحلة حساسة، وهناك اختلاف في النظرتين الأميركية والإسرائيلية إلى لبنان، لأن الأميركي يدعم الإسرائيلي ولكنه يرفض الحرب، لذلك يدعو لبنان إلى تطبيق الإتفاق ويضع عبء التنفيذ على الحكومة وليس على "المستشارين" أو "النواب"، لأن الدستور نصّ على أن كل آليات تنفيذ القرارات هي منوطة بالسلطة التنفيذية.


ووفق الشحيمي، فإن فصل الحزب بين منطقتي شمال وجنوب الليطاني، قد أبطأ الخطوات البطيئة وعرقل مسار عمل الدولة والعهد، مقابل عدم ارتداع الإسرائيلي عن الإعتداءات والإغتيالات والإنتهاكات، قد حققّ توازنين سلبيين، وأدى إلى تعطيل اتفاق وقف النار علماً أن الطرفين وافقا عليه.


وإزاء هذا الواقع، يضيف الشحيمي أن أعضاء "الخماسية" يعتبرون أن تطبيق الإتفاق يراوح مكانه رغم تعدد الموفدين من أورتيغاس الى براك، الذي يزور لبنان للمرة الثالثة، إلاّ أنه يرواح مكانه وما زال في "السطر الأول" لوساطته، ويلاحظ أن "حزب الله" ما زال الورقة "شبه النابضة" في يد طهران للإستفادة منها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة