أفاد مصدر في وزارة الدفاع التركية، اليوم الأربعاء، أنّ أنقرة دعت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) إلى الالتزام باتفاقية الاندماج الموقّعة مع الحكومة السورية، مشددة على أنّ الدعم التركي لدمشق مستمر في إطار التعاون العسكري الرسمي.
وأوضح المصدر أن تركيا "تواصل تقديم التدريب والاستشارات والدعم الفني، بناءً على طلب الحكومة السورية، بهدف تعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة جميع الجماعات المسلّحة، وخصوصاً تنظيم داعش".
وأكدت وزارة الدفاع التركية أن الحكومة السورية وجّهت طلباً رسمياً إلى أنقرة في هذا السياق، في وقت لا تزال فيه المواقف متباينة بشأن مستقبل "قسد" وعلاقتها بالمؤسسة العسكرية السورية.
وتصنّف أنقرة "قسد" على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره "جماعة مسلّحة"، وهو مصنّف على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضاً.
في المقابل، قال المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية"، أبجر داود، إنّ تسليم السلاح في المرحلة الحالية "أمر مستحيل"، نظراً إلى تصاعد التوترات في البلاد واستمرار تهديد تنظيم داعش.
وأوضح داود في تصريحات لوسائل إعلام كردية، أنّ "قسد لا تسعى إلى الحرب، لكنها لن تتوانى عن الدفاع عن شعبها"، مضيفاً أنّ قواته منفتحة على الانضمام إلى الجيش السوري "ضمن اتفاق دستوري يعترف بخصوصية المكوّن الكردي"، بحسب تعبيره.
من جهته، شدد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، في تصريحات أدلى بها مطلع تموز/يوليو الجاري، على أنّ بلاده ترفض منح "قسد" إدارة ذاتية، وتدعم سوريا موحدة بجيش واحد ودولة واحدة.
وكان وفد من "قسد" قد أجرى مطلع الشهر الحالي سلسلة لقاءات مع ممثلين فرنسيين وأميركيين، إلى جانب مسؤولين سوريين، لكنّ هذه اللقاءات لم تفضِ إلى أي نتائج عملية، وفق مصادر متطابقة.
ويُذكر أنّ اتفاقاً جرى توقيعه في 10 آذار/مارس الماضي بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي، نصّ على دمج المقاتلين الأكراد ضمن القوات المسلحة التابعة للحكومة الانتقالية، مقابل إخضاع المنشآت المدنية والعسكرية – بما فيها المطارات وحقول الغاز والنفط في مناطق شمال شرقي سوريا – لسلطة الإدارة الجديدة في دمشق.
وكان عبدي قد أكد في مقابلة مع صحيفة ألمانية أن تنفيذ الاتفاق يجعل "قسد" جزءاً من الجيش السوري، وبالتالي "لا حاجة لنزع السلاح الآن أو مستقبلاً"، معتبراً أن مسؤولية حماية المنطقة ستُلقى على عاتق الجيش السوري.
الـــمــــزيــــــــــد
