أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن قافلة أمنية مؤلفة من ست مركبات، أقلّت فجر اليوم المواطن اللبناني جورج إبراهيم عبد الله من سجن لانمزون في جنوب غرب فرنسا، في إطار إجراءات ترحيله إلى بيروت بعد نحو 41 عاماً من الاعتقال.
وغادرت القافلة قرابة الساعة 3:40 فجراً (01:30 بتوقيت غرينتش)، وسط إجراءات مشددة، باتجاه مطار تارب، حيث من المقرّر أن يُنقل عبد الله بطائرة تابعة للشرطة إلى مطار رواسي قرب باريس، على أن يستقلّ بعدها طائرة متجهة إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وفق ما نقلته الوكالة عن مصدر مطلع على الملف.
وكان عبد الله، أحد أقدم السجناء السياسيين في أوروبا، قد اعتُقل في فرنسا عام 1984، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبّد سنة 1987 بعد إدانته بالتورّط في اغتيال الملحق العسكري الأميركي في باريس تشارلز روبرت راي، والدبلوماسي الإسرائيلي يعقوب بارسيمانتوف، وهو ما نفاه مراراً.
رغم أن عبد الله بات مؤهلاً للإفراج منذ عام 1999، فإن السلطات الفرنسية رفضت عشرات الطلبات التي تقدّم بها، نتيجة ضغوط أميركية مباشرة حالت دون إطلاق سراحه، وسط مواقف رسمية وشعبية لبنانية طالبت باستعادته. وكانت محكمة الاستئناف في باريس قد وافقت أخيراً على الإفراج المشروط عنه، على أن يتم ترحيله فوراً وألّا يعود إلى الأراضي الفرنسية مطلقاً، وهو ما دخل حيّز التنفيذ اليوم الخميس.
ويُذكر أنّ فرنسا نادراً ما تحتفظ بسجناء محكومين بالمؤبد لأكثر من 30 عاماً، إلا أن حالة عبد الله شكّلت استثناءً بفعل التعقيدات السياسية المرتبطة بملفه، خصوصاً أن إسرائيل كانت تتابع تطوراته عن كثب.
وينتظر أن يصل جورج عبد الله إلى بيروت خلال ساعات، حيث من المرتقب أن تواكبه تحية شعبية في المطار من قبل مؤيديه واللجان الداعمة لقضيته.