"ليبانون ديبايت"
في مؤشر جديد على تصاعد التوتر بين "القوات اللبنانية" ورئيس الجمهورية، خرج القيادي في "القوات" والنائب السابق فادي سعد بموقف لافت، دعا فيه رئيس الجمهورية إلى تقديم استقالته "في حال فشله في تنفيذ مضمون خطاب القسم"، وذلك خلال حديث أدلى به لإذاعة "لبنان الحر"، الإذاعة الرسمية للحزب.
وقال سعد: "إذا لم يستطع رئيس الجمهورية تنفيذ خطاب القسم واحترام مضمونه حرفيًا، يجب أن يقدّم استقالته كما يحصل في كل الدول المتقدمة"، مضيفًا: "أدعوه بكل محبة وصدق ألا يفعل كما فعل أسلافه الذين أمضوا ولاياتهم الرئاسية بإطلاق شعارات كبرى فارغة من دون تطبيقها على أرض الواقع".
تصريح سعد يعكس بوضوح ما يُحكى منذ مدّة عن توتر غير معلن في العلاقة بين "القوات اللبنانية" ورئاسة الجمهورية، بدأ يتظهّر تباعًا عبر تصريحات قواتية عالية السقف تحمّل العهد تبعات المرحلة، رغم مشاركة "القوات" الفعلية في حكومات متعاقبة كانت تغطي سلاح "حزب الله" كأمر واقع، وهو ما لم يمنعها من الانخراط في تلك الحكومات، حتى وإن كانت تتحفّظ لفظيًا.
اليوم، يبدو أن "القوات" تسعى إلى تحميل رئيس الجمهورية مسؤولية الإخفاقات المتراكمة، ومنها ما نجم عن مشاركتها نفسها في تلك الحكومات، في محاولة للتنصّل من تركة سياسية لم تنجح القوى اللبنانية المتحالفة معها في تغيير مسارها.
وفي سياق حديثه، اتهم سعد "الثنائي الشيعي" بالسعي إلى تطبيق "7 أيار سياسي" عبر السيطرة على مفاصل الدولة، معتبراً أن "حزب الله لم يعد له علاقة بالدفاع عن لبنان، وأنه أنهى دوره العسكري ويجب أن يتحوّل إلى حزب سياسي كغيره"، رافضًا أي حوار رسمي بين الدولة و"ميليشيا مسلّحة دمّرت لبنان"، بحسب تعبيره.
وفي الشأن الانتخابي، طمأن سعد إلى أن "الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها رغم التهويل"، داعيًا إلى "التعامل مع الموفد الأميركي توم برّاك كموفد فقط، وليس كوالٍ على لبنان".
تصريحات سعد، في توقيتها ومضمونها، تعكس بوضوح ملامح "معركة مبكرة" تخوضها "القوات اللبنانية" مع رئاسة الجمهورية، عنوانها تحميل الرئيس تبعات مرحلة كانت "القوات" نفسها جزءًا من معادلاتها، وتسعى اليوم إلى إعادة رسم موقعها السياسي من خلالها.