قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، إن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يحصل على طعام منذ أيام، داعيًا إلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وإرساء وقف دائم لإطلاق النار.
وفي بيان صدر اليوم الاثنين، حذّر فليتشر من أن قطاع غزة يعيش أزمة إنسانية خانقة أمام أعين العالم، مشيرًا إلى أن المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى المساعدات الغذائية يتعرضون لإطلاق النار، فيما يتضور الأطفال جوعًا. وأضاف أن المساعدات الإنسانية لا يجب أن تُمنع أو تُؤخر، كما لا يجوز استهداف المدنيين خلال سعيهم للحصول على الغذاء، مشددًا على ضرورة تقديم مساعدات ضخمة لمنع المجاعة والانهيار الصحي الذي بلغ أبعادًا كارثية.
وكانت إسرائيل قد أعلنت، يوم الأحد، عن ما وصفته بـ"تعليق تكتيكي محلي" لأنشطتها العسكرية في مناطق محددة داخل قطاع غزة بهدف السماح بمرور المساعدات، في وقت تتواصل فيه المجاعة والدمار نتيجة الحرب المستمرة منذ 7 تشرين الأول 2023، والتي تسببت بإغلاق جميع المعابر منذ 2 آذار الماضي، ومنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية.
في المقابل، انتقدت وكالة "أونروا" الإنزال الجوي للمساعدات في القطاع، معتبرة أنه لا يمكن أن يضع حدًا للمجاعة المتفاقمة. وقالت مديرة الإعلام والتواصل في الوكالة، جولييت توما، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن هذا الأسلوب لا يشكّل حلًا عمليًا، بل يعكس فشلًا ممنهجًا في تأمين تدفقات إنسانية آمنة ومنتظمة عبر الطرق البرية.
تُعدّ الأوضاع في غزة من بين الأسوأ في تاريخ الأزمات الإنسانية، حيث تلتقي المجاعة القاسية مع حرب واسعة النطاق تسببت بمقتل وإصابة أكثر من 204,000 فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9,000 مفقود، ومئات آلاف النازحين. وتشير آخر إحصاءات وزارة الصحة في غزة إلى أن 147 فلسطينيًا، بينهم 88 طفلًا، قضوا نتيجة المجاعة وسوء التغذية منذ بداية الحرب.