أكدت اللجنة الدولية لكسر الحصار، العضو المؤسس في تحالف أسطول الحرية، استمرار جهودها في مواجهة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، رغم الاعتداءات المتكررة التي طالت سفن التضامن والنشطاء المشاركين فيها. ويأتي هذا الموقف عقب الهجوم الإسرائيلي على سفينة "حنظلة"، إحدى أبرز سفن الأسطول، والتي ضمّت على متنها متضامنين من مختلف الجنسيات، ونشطاء من لجان دعم حقوق الشعب الفلسطيني، بهدف كسر الحصار ونقل مساعدات إنسانية إلى غزة.
وكانت اللجنة قد أطلقت هذا العام عدة حملات بحرية ضمن تحالف أسطول الحرية، بدأت بسفينة "الضمير" التي تعرّضت لهجوم بطائرات مسيّرة إسرائيلية، ثم سفينة "مادلين" التي هوجمت واختُطف بعض النشطاء على متنها، وصولاً إلى سفينة "حنظلة"، التي باتت رمزًا للرفض الشعبي والدولي لحصار غزة.
وفي بيان صحافي مكتوب، شدد زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار، على أن اعتداءات إسرائيل، من اعتقالات وخطف ومصادرة سفن، لن تردع اللجنة عن مواصلة مساعيها، مؤكدًا أن الحصار المفروض على غزة ما زال قائمًا، وأن النضال مستمر حتى رفعه وضمان حرية حركة سكان القطاع. واعتبر بيراوي أن الهدف الأسمى هو تمكين الفلسطينيين من حقهم في التنقل والحرية، كما هو الحال في سائر دول العالم، وأن استمرار الحصار هو جريمة يجب أن تتوقف فورًا.
وتأتي هذه التحركات في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات الحيوية والمواد الأساسية، وهو ما دفع ناشطين ومؤسسات حقوقية دولية إلى توسيع نطاق دعمهم لتحركات كسر الحصار. وأكد تحالف أسطول الحرية أن استمرار فرض الحصار يُعدّ انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، مطالبًا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع القيود وفتح المعابر فورًا.
في الوقت نفسه، تواصل المنظمات الأممية والتحذيرات الدولية التنبيه إلى كارثية الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث لم تُحدث الممرات "الإنسانية" التي أعلنتها إسرائيل أي فارق فعلي، وفق تقارير أممية، فيما يتسارع تفشي المجاعة. وأعلنت الأمم المتحدة أن هذه الإجراءات لا تفي باحتياجات السكان المحاصرين، وأن الوضع ينذر بكارثة واسعة النطاق.
وزير الخارجية البريطاني كان قد دعا إلى توسيع عاجل للمساعدات البرية إلى غزة، معتبرًا أن "الهدن العسكرية لا تكفي، والمطلوب هو وقف دائم للحرب وضمان دخول المساعدات من البر بشكل دائم وغير مشروط". وتحت عنوان حاد، كتبت صحيفة "الغارديان" أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يواجه خيارًا حاسمًا: إمّا الشجاعة أو التواطؤ. ودعا النائب المحافظ كيت مالثاوس إلى موقف أكثر جرأة، قائلاً: "كل لحظة صمت هي مشاركة في الجريمة... التاريخ لن ينسى من امتلك القدرة على وقف المجازر ولم يفعل".
ويأتي هذا في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية التي انطلقت في 7 تشرين الأول 2023، وخلّفت حتى الآن أكثر من 204,000 شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9,000 مفقود، ومئات آلاف النازحين. ومنذ 2 آذار 2025، تواصل إسرائيل إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، في تصعيد لسياسة التجويع التي تُمارس منذ بداية الحرب.
وبحسب أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة وسوء التغذية 133 شخصًا، بينهم 87 طفلًا، فيما تحذّر تقارير فلسطينية ودولية من خطر موت جماعي يُهدد أكثر من 100,000 طفل داخل القطاع المحاصر. ورغم أوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب، تواصل إسرائيل، بدعم أميركي، تنفيذ عمليات القتل والتدمير والتهجير، وسط تجاهل كامل للنداءات الدولية والإنسانية.