أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، عدم وجود أي خطط لإجراء مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة في المرحلة الراهنة، مشددة على أن العودة إلى طاولة الحوار مشروطة بتغيير السلوك الأميركي تجاه أصل التفاوض.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، أن "الإدارة الأميركية استغلّت جولات الحوار السابقة للعدوان على إيران، وخانت الدبلوماسية"، مضيفًا أن "الشرط الأساسي لأي استئناف للمفاوضات هو تبدّل الرؤية الأميركية بشكل جذري".
وشدد بقائي على أن بلاده لن تتردد في انتهاج الدبلوماسية متى رأت أن مصلحتها القومية يمكن أن تتحقق عن طريق التفاوض، لكنه وجّه تحذيرًا مباشرًا لكل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، من مغبّة تفعيل آلية "سناب باك"، الهادفة إلى إعادة فرض العقوبات والقرارات الدولية على طهران، مؤكدًا أن "الرد الإيراني سيكون حازمًا إذا اتُخذ مثل هذا الإجراء".
وفي ما يتعلّق بالملف النووي، جدّد المتحدث باسم الخارجية التأكيد على أن أنشطة تخصيب اليورانيوم ستستمر دون توقف، وأن عضوية إيران في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية تؤمّن لها كامل حقوقها، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم لأغراض الطاقة النووية السلمية. كما أعلن بقائي عن زيارة مرتقبة لأحد كبار مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران خلال الأسبوعين المقبلين، ستُخصَّص لمناقشة الجوانب الفنية للبرنامج النووي الإيراني.
وتأتي هذه التصريحات في ظل التصعيد العسكري الأخير بين طهران وتل أبيب، حيث شنّت إسرائيل، في 13 حزيران الماضي، غارات جوية مفاجئة ضمن عملية "الأسد الصاعد"، استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية في إيران، وعلى رأسها منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم.
وأدّت تلك الضربات إلى استشهاد عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين، من بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية أمير علي حاجي زاده.
وردّت إيران بعملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت خلالها مواقع عسكرية وقواعد جوية داخل إسرائيل بعشرات الصواريخ، مؤكدة أن العملية ستتواصل طالما اقتضت الضرورة.
وبرّرت إسرائيل هجومها بأن إيران بلغت "نقطة اللاعودة" في تخصيب اليورانيوم وتقترب من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران بشكل قاطع، مؤكدة أن برنامجها النووي مخصص حصراً لأهداف سلمية.
كما شنّت الولايات المتحدة، في 22 حزيران، هجومًا استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، بهدف تدمير البنية التحتية النووية أو إضعافها بشكل كبير، وفق بيان أميركي رسمي.
وبعد أيام قليلة، أعلن الحرس الثوري الإيراني تنفيذ رد مباشر تمثّل في استهداف قاعدة "العديد" العسكرية الأميركية في قطر، في تصعيد غير مسبوق بين طهران وواشنطن.