وأضاف: "البعض يتحدث عن أيلول، ولكن في حال فشلت الدبلوماسية الأميركية والفرنسية في التوصّل إلى حلول، ولم يتم تسليم سلاح حزب الله، فإن لبنان سيكون أمام خطر كبير. أما إذا تم التوصّل إلى اتفاق، فحينها يمكن القول إن لبنان نجا. إنها، باختصار، الفرصة الذهبية وربما الأخيرة لتسليم سلاح الحزب، إذا استمر العناد على ما هو عليه".
ولفت العريضي إلى أن "التفاؤل الذي أظهره الموفد الأميركي توماس باراك في بيروت تبخّر فور عودته إلى واشنطن. وهذا يُشبه ما حصل سابقًا مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الذي تناول فطورًا على مقربة من صخرة الروشة قبل أن يعود إلى بلاده وتندلع الحرب".
وكشف أن "الفرنسيين، وعلى أعلى المستويات، أبلغوا لبنان برسالة واضحة: انتبهوا، إسرائيل ستشن عدوانًا كبيرًا إذا لم يُسلّم حزب الله سلاحه. نحن نسعى جاهدين لمنع ذلك، ونعمل على دعم لبنان ومساعدته، لكن لدينا في الوقت نفسه أجندة مع واشنطن، وإسرائيل، والخليج".
وتابع: "لا يمكن الاستمرار بهذا البطء في ملف السلاح، ويجب أن يُسلَّم إلى السلطة المركزية".
ومن هنا، قال العريضي: "نحن نعيش سباقًا محمومًا بين الدبلوماسية والحرب، والدليل على ذلك هو الغارات المتكررة التي تستهدف قيادات وسطية في حزب الله، والتطورات المتسارعة في سوريا. المنطقة أمام متغيّرات كبرى: إما إدارة مدنية، أو كونفدرالية، أو حتى تقسيم. ورغم تمسكنا بالوحدة الوطنية السورية، إلا أن هيكلة جديدة للمنطقة باتت شبه حتمية، وقد نشهد سايكس-بيكو جديدًا أو خارطة مختلفة تمتد من لبنان إلى سوريا وفلسطين".
واستكمل العريضي حديثه قائلًا: "المواقف اللبنانية من حرب السويداء، خصوصًا على صعيد التواصل الدرزي – السني، هي مواقف مطلوبة ومفيدة لتحصين الجبهة الداخلية. وهناك نواب يمتلكون رؤى وطنية واضحة، مثل نائب طرابلس إيهاب مطر، والدور الذي أدّاه النائب نبيل بدر في بيروت، من خلال مكانته في العاصمة وبيانه الذي شدد فيه على ضرورة ترسيخ العلاقة بين الطائفتين السنية والدرزية. هذه المواقف، إضافة إلى أداء الأجهزة الأمنية التي حالت دون أي فتنة عبر المداهمات والملاحقات، كلها تصبّ في مصلحة الداخل".
وعن الأداء الحكومي، قال: "نحن اليوم أمام حركة إصلاحية واسعة تقوم بها الحكومة، بفضل الجهود التي يبذلها وزير الأشغال والنقل فايز رسامني، ويُسجَّل له إنشاء الهيئة الناظمة للطيران المدني، التي سيكون لها دور مهم في المرحلة المقبلة. كما أن الوزير رسامني قاد أكبر عملية إصلاحية في الوزارة منذ سنوات، سواء على مستوى المطار، أو المرفأ، أو مشاريع التزفيت في مختلف المناطق اللبنانية".
وأضاف: "ننتظر اليوم انطلاقة جدية لعملية إعادة الإعمار، وهي تبقى مرهونة بحلّ ملف السلاح. رئيس مجلس النواب نبيه بري حريص على ملف الإعمار، ومجلس الجنوب، من خلال رئيسه المهندس هاشم حيدر، يقوم بدوره على أكمل وجه، ولكن حتى الآن، الصورة لا تزال ضبابية، والبلد يمرّ في ظروف دقيقة".
وأنهى العريضي حديثه محذّرًا: "حذارِ! فلبنان مقبل على تطورات دراماتيكية إذا لم نحسن إدارة ملف السلاح، سواء عبر حوار داخلي أو آلية توافقية. لا أحد يريد نزعه بالقوة، ولكن على الحزب أن يُدرك أن لبنان محروم من الدعم الدولي والخليجي. فالسعودية ضخت مؤخرًا 6 مليارات دولار في سوريا، وهناك حركة تواصل لافتة بين رجال أعمال سوريين ورجل الأعمال الإماراتي الشيخ خلف أحمد الحبتور، فيما لبنان لا يزال في عزلة، بسبب ملف السلاح. فيما موقف الكويت من جمعية القرض الحسن وحزب الله يعكس موقفًا خليجيًا موحدًا، ولذلك، إنها الفرصة الأخيرة للبنان... وإلا، فعلى الدنيا السلام".