تشهد دول المحيط الهادئ حالة استنفار واسعة بعدما ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر الساحل الشرقي لروسيا، في أقوى هزّة أرضية تُسجّل عالميًا منذ زلزال اليابان عام 2011. وبدأت موجات تسونامي بالوصول فعليًا إلى بعض الجزر النائية في ألاسكا، فيما توقعت مراكز التحذير من التسونامي الأميركية أن تمتد الموجات إلى سواحل هاواي والساحل الغربي للولايات المتحدة خلال الساعات المقبلة.
ونقلت شبكة "سي أن أن" عن مراكز الرصد أن الخطر يشمل مناطق واسعة من ألاسكا وهاواي وصولًا إلى سواحل كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن، مع توقيتات متقاربة لوصول الموجات العاتية التي لا يزال ارتفاعها غير محدد بدقة. وتزامنًا مع التحذيرات الرسمية، طلبت السلطات في المناطق الساحلية من السكان البقاء بعيدًا عن الشواطئ، والامتثال للتوجيهات الصادرة عبر القنوات الرسمية تحسّبًا لأي طارئ.
يأتي هذا التطور في وقت حسّاس، حيث يخشى مراقبون من تكرار مشهد الزلزال المدمّر الذي ضرب شمال شرقي اليابان قبل أكثر من عقد، وتسبّب حينها بكارثة إنسانية وبيئية ضخمة، بما في ذلك أزمة محطة فوكوشيما النووية. وحتى الآن، لم يُعرف عدد الدول التي قد تتأثر مباشرة بالزلزال وموجاته، لكن حجم الهزّة واتساع المحيط الذي ضربته يجعلان من خطر التسونامي أمرًا بالغ الجدية بالنسبة لمعظم الدول المطلة على الهادئ.
وبينما تتواصل عمليات الرصد والتحليل، تبدو الولايات المتحدة، وتحديدًا سواحلها الغربية، في قلب دائرة التحذير، مع توقعات رسمية بوصول الموجات إلى كاليفورنيا عند الفجر، بعد مرورها بألاسكا وهاواي. ويُنتظر صدور تقييم أدق من الجهات الجيوفيزيائية في الساعات المقبلة، وسط متابعة دولية حثيثة لما قد يتحول إلى كارثة عابرة للقارات.