ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن الولايات المتحدة ألغت اجتماعًا دفاعيًا رفيع المستوى مع وزير الدفاع التايواني ويلينغتون كو كان من المقرر عقده في منطقة واشنطن خلال حزيران الماضي، ما أثار قلقًا متزايدًا في تايبيه من احتمال خضوع إدارة الرئيس دونالد ترامب لضغوط صينية متزايدة.
ووفق مصادر مطّلعة تحدّثت للصحيفة، فإن الاجتماع كان سيضم كو ونظيره الأميركي إلبريدج كولبي، ثالث أعلى مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، لكن تم إلغاء اللقاء في اللحظة الأخيرة. وبررت واشنطن قرارها بأن التوقيت غير مناسب بسبب الضربات العسكرية الأميركية ضد إيران، إلا أن مصادر أخرى أشارت إلى أسباب سياسية أعمق تتعلق بالعلاقة مع بكين.
ويخشى مسؤولون في تايوان أن تكون الضغوط الصينية وراء قرار الإلغاء، خاصة أن المكالمة الهاتفية الأخيرة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ سبقت الإلغاء مباشرة، ما عزز التكهنات بأن البيت الأبيض يتجنب اتخاذ خطوات قد تغضب بكين في مرحلة يسعى فيها ترامب إلى عقد قمة مرتقبة مع نظيره الصيني.
كما أشارت مصادر إلى أن واشنطن لا تزال تدرس إمكانية عقد اللقاء مع وزير تايواني آخر بمرتبة أقل، وهو ما أثار استياء في تايبيه، التي ترى في ذلك تراجعًا في مستوى التمثيل السياسي والأمني، ومحاولة مكشوفة للالتفاف على الغضب الصيني، لا سيما أن زيارة كو كانت ستشكل سابقة دبلوماسية منذ قطع واشنطن علاقاتها الرسمية مع تايوان عام 1979.
وفي حين رفض البيت الأبيض التعليق على المسألة، اكتفت السفارة التايوانية غير الرسمية في واشنطن بالإشارة إلى أن "السياسات الراسخة تقضي بعدم التعليق على التبادلات العسكرية".
تأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه تايبيه إلى توقيع اتفاق جمركي مع إدارة ترامب لتفادي فرض رسوم تصل إلى 32%، مع اقتراب موعد نهائي في الأول من آب. لكن يبدو أن التركيز الأميركي ينصب حاليًا على التوصّل إلى اتفاق تجاري شامل مع الصين، ما يجعل العلاقات مع تايوان عرضة للتهميش التكتيكي.
وفي سياق موازٍ، شهدت تايوان نهاية الأسبوع فشل حملة أطلقها نشطاء لسحب الثقة من عدد من نواب المعارضة، في حين وصف روبرت هاموند-تشيمبرز، رئيس مجلس الأعمال الأميركي-التايواني، الوضع بالمعقد، مشيرًا إلى أن "الإدارات الأميركية لطالما اضطرت إلى مناورات دقيقة مع تايوان لتفادي استفزاز بكين"، وهو ما يفسّر التأجيلات والترددات الحالية.