ضرب زلزال عنيف بلغت قوّته 8.8 درجات على مقياس ريختر، صباح اليوم الأربعاء، شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى الشرق الروسي، متسببًا بموجات تسونامي عاتية تجاوز ارتفاعها خمسة أمتار، وسط حالة استنفار واسعة على ضفّتي المحيط الهادئ، من روسيا إلى هاواي واليابان.
الزلزال الذي تمركز على عمق 19.3 كيلومتر، وعلى بعد نحو 119 كيلومترًا من مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي التي يقطنها نحو 165 ألف نسمة، ألحق أضرارًا بالمباني والمنشآت، وأسفر عن إصابة عدد من السكان، كما غمرت الأمواج العاتية ميناء بلدة سيفيرو كوريلسك ومصنعًا لمعالجة لحوم الأسماك، وجرفت سفنًا من مراسيها.
وقال حاكم كامتشاتكا فلاديمير سولودوف إن الزلزال هو "الأقوى منذ عقود"، فيما أكّد علماء روس أنّه الأعنف الذي يضرب المنطقة منذ العام 1952.
وامتدت آثار الزلزال إلى المحيط الهادئ، حيث أصدر مركز التحذير من التسونامي في الولايات المتحدة تنبيهات إلى معظم الدول المطلة على المحيط، محذرًا من أمواج قد تصل إلى ثلاثة أمتار في روسيا، اليابان، هاواي، الإكوادور، تشيلي وجزر سليمان.
وفي هاواي، دعت السلطات السكان إلى الصعود نحو الطوابق العليا أو الانتقال إلى أراضٍ مرتفعة، فيما أمر خفر السواحل السفن بمغادرة الموانئ. وسُجّلت أمواج بارتفاع 1.7 متر، وتمّ إلغاء الرحلات الجوية من وإلى جزيرة ماوي كإجراء احترازي.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب علّق عبر وسائل التواصل قائلاً: "بسبب زلزال مهول في المحيط الهادئ، تم إصدار تحذير من تسونامي لأولئك الذين يعيشون في هاواي".
أما في اليابان، فقد انطلقت صفّارات الإنذار على طول الساحل الشرقي، وصدرت أوامر إخلاء فورية، فيما أعلنت شركة طوكيو للكهرباء إخلاء العاملين من محطة فوكوشيما النووية، في إجراء وقائي يعيد إلى الأذهان كارثة عام 2011.
وسُجّلت ثلاث موجات تسونامي، بلغ ارتفاع أكبرها 1.3 متر، فيما أفادت وكالة "كيودو" أن امرأة تبلغ 58 عامًا لقيت حتفها بعد سقوط سيارتها أثناء عملية الإخلاء في منطقة "مي". وعلّقت شركة نيسان الإنتاج في عدد من مصانعها حفاظًا على سلامة الموظفين.
وحذّرت هيئة الإذاعة اليابانية NHK من أنّ التسونامي قد يؤدي إلى "فيضانات وأضرار في المباني الخشبية، ووفاة من تجرفهم الأمواج أو يصطدمون بأجسام طافية كبيرة".
وتقع كامتشاتكا ضمن "حزام النار" في المحيط الهادئ، وهي من أكثر المناطق الجيولوجية نشاطًا في العالم، ما يفسّر تعرضها الدائم لهزات أرضية وانفجارات بركانية مدمّرة.
الـــمــــزيــــــــــد
