لتنحية زيلينسكي... الكرملين يلمّح إلى خطة غربية!

أشار الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أنّ معلومات الاستخبارات الخارجية الروسية بشأن خطط لاستبدال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقائد العسكري السابق والسفير الحالي لدى المملكة المتحدة فاليري زالوجني، "لا تحتاج إلى تأكيدات إضافية"، على حدّ تعبيره.

وفي معرض رده على سؤال حول التقارير الاستخباراتية الروسية، قال بيسكوف اليوم الأربعاء: "لا أعتقد أن هناك حاجة للتعليق على هذا، هذه المعلومات واضحة وتتكلم عن نفسها، لذلك لا يوجد ما أضيفه في هذا الشأن".

وكانت وكالة الاستخبارات الخارجية الروسية قد أفادت أمس بأنّ ممثلين عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ناقشوا، بمشاركة كبار المسؤولين الأوكرانيين، مسألة استبدال زيلينسكي، مشيرة إلى أن من بين المشاركين رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك، ورئيس الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف، والسفير الأوكراني في لندن زالوجني نفسه.

وبحسب الوكالة، فإن واشنطن ولندن تدعمان ترشيح زالوجني لتولي الرئاسة في كييف، معتبرة أن "استبدال زيلينسكي بات شرطًا أساسيًا لإعادة تنظيم العلاقات بين أوكرانيا والغرب، لا سيما مع الولايات المتحدة".

زالوجني كان قد تولّى قيادة القوات المسلحة الأوكرانية من العام 2021 حتى شباط 2024، حين أقاله زيلينسكي وسط تقارير عن تصاعد الخلافات بين الطرفين، لا سيما بشأن الاستراتيجيات العسكرية والتعبئة. وقد عُيّن بعد ذلك سفيرًا في المملكة المتحدة، بينما تولّى الجنرال أولكسندر سيرسكي قيادة الجيش الأوكراني خلفًا له.

وتأتي هذه التطورات في وقت لا تزال فيه الانتخابات الرئاسية مؤجلة في أوكرانيا بسبب الأحكام العرفية التي فُرضت منذ اندلاع الحرب مع روسيا في شباط 2022. وعلى الرغم من انتهاء ولاية زيلينسكي المفترضة عام 2024، لم تُجرَ أي انتخابات جديدة، في وقت تشدد فيه موسكو على أنّ الرئيس الأوكراني فقد شرعيته الدستورية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرّح في أكثر من مناسبة بأنه لا يعترف بشرعية زيلينسكي في ظل غياب تفويض انتخابي جديد، مؤكّدًا أنّ أي اتفاق سلام محتمل لا يمكن توقيعه من قبل سلطة "فاقدة للشرعية".

في المقابل، كانت واشنطن قد أعربت مرارًا عن رغبتها في أن تلتزم كييف بتنظيم انتخابات، ربما بحلول نهاية العام، في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع موسكو.

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الأوكراني عن مقتل 3 من جنوده وإصابة 18 آخرين، في هجوم روسي استهدف وحدة تدريب عسكرية شرق البلاد، في تصعيد جديد يعكس استمرار الضغط العسكري الروسي على الجبهة الأوكرانية رغم الجمود السياسي.