بعد قصف أوقع قتلى في العاصمة... زيلينسكي يندد بـ"الإرهابيين الروس"

قُتل ستة أشخاص، بينهم طفل في السادسة من عمره، وأصيب أكثر من 52 آخرين في هجوم روسي واسع بالطائرات المسيّرة والصواريخ استهدف العاصمة الأوكرانية كييف، فجر يوم الخميس، في تصعيد جديد يأتي في ظلّ توتر متزايد على الجبهات الشرقية.

وأكّدت السلطات الأوكرانية أن أربعة من القتلى سقطوا في منطقة سفياتوشينسكي، واثنين في منطقة سولوميانسكي، فيما نُقل 29 جريحاً إلى المستشفيات، بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة، بحسب ما أعلنته أجهزة الطوارئ ووسائل الإعلام المحلية.

وأفاد رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة تيمور تكاتشينكو بأن ما لا يقل عن 27 موقعًا تعرّض للهجوم في أنحاء كييف، من بينها مؤسسة تعليمية ومبانٍ سكنية. وأشار إلى أن الضربة تسببت بانهيار جزء من مبنى سكني، حيث حوصر عدد من الضحايا تحت الأنقاض، بينما أكدت أجهزة الإنقاذ إخراج شخصين على قيد الحياة.

من جهته، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالهجوم، وكتب على منصة "تلغرام": "قصف صاروخي مباشر على مبنى سكني في كييف. أناس تحت الأنقاض... إرهابيون روس".

كما قال وزير الداخلية الأوكراني إيجور كليمينكو إن أحد الصواريخ أصاب مبنى سكنياً وتسبب في تدمير جزء كامل منه. أما رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، فأشار إلى أن عصف الانفجارات حطم زجاج وحدة لطب الأطفال في أحد المستشفيات دون تسجيل إصابات.

وبحسب القوات الجوية الأوكرانية، استُؤنفت التحذيرات من ضربات صاروخية جديدة نحو الساعة 4:30 فجراً، عقب دويّ صفارات الإنذار الأولى في الثالثة والنصف صباحًا بالتوقيت المحلي، وسط سماع متكرر لانفجارات في سماء العاصمة.

ولم تصدر موسكو تعليقًا رسميًا على الهجوم أو على الأنباء بشأن سقوط ضحايا مدنيين.

وفي السياق، دان وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا القصف وكتب على منصة "إكس": "إنه صباح فظيع في كييف... حان الوقت لممارسة ضغوط قصوى على موسكو. يجب تنسيق كل العقوبات وفرض السلام بالقوة".

كما شهد يوم الأربعاء ضربة روسية أخرى استهدفت مركز تدريب عسكري في تشيرنيهيف، أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة 18 آخرين، وفق ما أعلنت السلطات الأوكرانية، بينما زعمت وزارة الدفاع الروسية مقتل أو إصابة نحو 200 جندي أوكراني في الهجوم.

وتُظهر بيانات بعثة الأمم المتحدة في أوكرانيا أن النصف الأول من عام 2025 شهد زيادة بنسبة 54% في الخسائر المدنية مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، حيث قُتل أو جُرح 6754 مدنياً حتى الآن.

من جهته، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، أنه أمهل نظيره الروسي فلاديمير بوتين حتى 8 آب المقبل لإحراز تقدم ملموس في مسار السلام، ملوّحًا بعقوبات ورسوم جمركية جديدة في حال عدم التوصل إلى اتفاق.

في المقابل، عبّر الكرملين عن "أسفه" لما وصفه بـ"تباطؤ تطبيع العلاقات مع واشنطن"، رغم "النوايا الإيجابية" التي أظهرها ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض.

وأكد زيلينسكي من جانبه أنه وافق على المبادئ الأساسية لاتفاقيات تسليحية مع الولايات المتحدة، وقال: "نُقدّر الخطوات الأميركية المبدئية للضغط على روسيا من أجل السلام".