المحلية

الشرق الاوسط
السبت 02 آب 2025 - 18:40 الشرق الاوسط
الشرق الاوسط

"الجنوب لم يعد آمنًا للإطلاق"... حزب الله أمام معادلة صعبة

"الجنوب لم يعد آمنًا للإطلاق"... حزب الله أمام معادلة صعبة

مع اقتراب جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل المخصصة لإقرار حصرية السلاح بيد الدولة، تتزايد التساؤلات حول واقع الترسانة العسكرية لـ"حزب الله"، التي يرى خبراء أنها تعرضت لتآكل غير مسبوق خلال الحرب مع إسرائيل بين تشرين الأول 2023 وتشرين الثاني 2024**، بفعل الضربات الجوية المركّزة وعمليات التفكيك في منطقة جنوب الليطاني.


الحكومة اللبنانية تؤكد أن الحزب انسحب من معظم مواقعه العسكرية جنوب النهر بعد تدمير أكثر من 90% من منشآته ومراكز الإطلاق، فيما تولّى الجيش اللبناني تفكيك أخرى. لكن رغم هذا الانكفاء، يواصل الحزب الترويج لقدراته والتلويح بإمكانية توسيع المعركة.


يرى خبراء عسكريون أن الخطاب التصعيدي يخفي تراجعًا كبيرًا في القدرات العملياتية، إذ خسر الحزب ميزاته اللوجستية وتضرّر عمقه الاستراتيجي، في وقت ارتفعت قدرة الرصد الإسرائيلي إلى مستويات غير مسبوقة، ما يجعل أي تهديد بالصواريخ بعيدة المدى «مغامرة غير قابلة للتنفيذ وذات كلفة باهظة».


العميد الركن المتقاعد خليل الحلو يؤكد أن هذا النوع من الصواريخ يحتاج إلى تجهيزات زمنية ومنصات ثابتة أو شبه ثابتة، ما يجعلها أهدافًا سهلة للرصد الجوي الإسرائيلي. ويضيف: «لم يعد الجنوب بيئة آمنة للإطلاق، كما أن البقاع الشمالي تلقّى ضربات دقيقة، ما يجعل تشغيل هذه الصواريخ تحت المراقبة الجوية الشديدة شبه مستحيل».


ويشير الحلو إلى أن إسرائيل طوّرت شبكة مراقبة فائقة تضم طائرات مسيّرة وأقمارًا اصطناعية وأنظمة ذكاء اصطناعي، قادرة على تحليل الإشارات البصرية والحرارية، إضافة إلى تقنيات اعتراض بالليزر إلى جانب «القبة الحديدية»، ما يقلّص من جدوى أي قدرة صاروخية متبقية لدى الحزب.


من جانبه، يرى العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر أن الحزب يعيش حالة إنكار لواقعه العسكري، موضحًا أن الضربات الإسرائيلية للبقاع أظهرت أن قدرته على الإطلاق محدودة بشدة، وأن طرق التهريب عبر سوريا أصيبت بالشلل بفعل الرقابة اللصيقة على المعابر البرية والمرافئ، ما يجعل إدخال صواريخ أو معدات تصنيعها شبه مستحيل. ويؤكد أن ما تبقى من الترسانة يستخدم كورقة ضغط سياسية أكثر من كونه أداة عسكرية فاعلة.


تشير تقديرات عسكرية متقاطعة إلى أن ما تبقى من الترسانة الصاروخية لا يتجاوز 30% من حجمها قبل الحرب الأخيرة. ويعتمد الحزب اليوم على أسلحة خفيفة ومضادات دروع دفاعية لصد أي توغل، فيما فقد سلاح الردع الثقيل مكانته السابقة، ليتحول من ورقة قوة إلى عبء سياسي وعسكري في ظل الرقابة الجوية الإسرائيلية الدقيقة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة