"ليبانون ديبايت"
في جعبة بنيامين نتنياهو أكثر من مخططٍ مع بدء الحديث عن وصول حربه على قطاع غزة إلى مفترق طرق حاسم، بعدما استنزف كل مظاهر العدوان من القتل والتدمير الممنهج وصولاً إلى تجويع أهالي القطاع. لكن المخطط الأساسي الإستراتيجي، الذي يقوم نتنياهو بتوظيف حرب غزة من أجل استكمال مراحله، يبقى مخطط إسرائيل الكبرى والذي ستكون أولى مراحله، مرحلة تقسيم سوريا.
وبينما تتذرع إسرائيل بأن الهدف المتزايد من توسيع دائرة اعتداءاتها من غزة إلى دول الجوار، فإن الهدف المخفيّ هو توسيع نفوذ إسرائيل الإقليمي، وإعادة إحياء مشروعٍ قديم – جديد وهو إقامة ممر داوود، الذي ينطلق من شمال سوريا وصولاً إلى شمال العراق مروراً بالأردن، وبدعمٍ أميركي كامل، ثم قطع التواصل ما بين إيران وحلفائها في العراق وفي لبنان.
ويوضح خبير عسكري ل"ليبانون ديبايت"، أن الأهمية الإستراتيجية لممر داوود، هي أنه يمكّن الإسرائيلي من إيجاد منطقة يسميها منطقةً آمنة بإدارة ذاتية، تبدأ في السويداء، بحجة حماية الدروز المنتشرين بين مناطق القنيطرة والسويداء، ما يعني أن تكون هذه المنطقة بتصرف إسرائيل، التي تمنع أن يكون فيها أي سلاح وحتى للسلطة السورية، فتكون المنطقة سورية ولكن التحكم للإدارة الذاتية لهذه المنطقة يكون لإسرائيل.
إلاّ أن المخاوف التي يكشف عنها الخبير العسكري، تتمثل بأطماع جيو- سياسية إسرائيلية، كون هذا الممر المحاذي للحدود السورية وصولاً إلى الفرات ومن ثم إلى تركيا وإلى نهر الفرات وإلى المناطق الكردية، سيحقق سيطرة تامة لإسرائيل على خط الغاز الفارسي، وبالتالي على سلة الغاز والبترول في هذه المناطق الغربية والإستفادة منها مباشرةً عند إقامة ممر داوود.
ولكن الأخطر ممّا تقدم من أخطار سيرتّبها ممرّ داوود، يتابع الخبير العسكري، فهو استبدال طريق الحرير بالخط الهندي الذي يمرّ عبر إسرائيل، لأن ممرّ داوود سيحول دون مرور الخط الهندي عبر سوريا، إذ سيمر بالأردن وهذا سبب من أحد الأسباب الإستراتيجية، بمعنى أن سوريا ولبنان لن يحصلا على أي منفعةٍ منه، لأنه سيمر بإسرائيل مباشرةً إلى أوروبا.