كشفت السيدة السورية الفرنسية أمجاد زريفة، تفاصيل صادمة عن مقتل زوجها فراس خلال أحداث العنف الدامية التي شهدتها محافظة السويداء منتصف تموز، والتي حاصرت المدنيين وحالت دون مغادرتهم لمنازلهم على مدى أيام.
وقالت زريفة، في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية، إنها وزوجها فراس غادرا سوريا عام 2014 إلى فرنسا رفضًا لقمع نظام بشار الأسد، واستقرا في مدينة روان شمال غرب البلاد حيث عملا في مجالي المعلوماتية والتعليم، وحصلا سريعًا على الجنسية الفرنسية.
في أعقاب سقوط النظام السوري في كانون الأول 2024، قرر الزوجان قضاء عطلة الصيف في مسقط رأسيهما بالسويداء بعد غياب استمر سنوات، فوصلت العائلة في 5 حزيران 2025، قبل أن تنقلب الزيارة إلى مأساة في 13 تموز مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين مجموعات بدوية ومقاتلين محليين.
وبينما لجأت أمجاد وطفلاها إلى قرية قنوات شمال المدينة، بقي فراس عالقًا في منزل عائلته وسط إطلاق نار كثيف. في 16 تموز، أرسل رسالة نصية يؤكد فيها محاصرتهم، قبل أن تنقطع الاتصالات. وبعد ساعات، قُتل فراس وشقيق أمجاد برصاص مباشر، وتعرض المنزل للقصف بخمس قذائف صاروخية قبل إحراقه.
لم تتمكن العائلة من انتشال الجثامين إلا بعد أسبوع، وسط مشهد مدمر وجثث منتشرة في الشوارع. تقول أمجاد: "بقينا محاصرين بلا ماء أو غذاء أو دواء، فيما كانت القوات الحكومية تسيطر على مداخل المدينة وتمنع الخروج إلا بتصاريح خاصة".
وبمساعدة الصليب الأحمر السوري وجوازات السفر الفرنسية، نجحت أمجاد وطفلاها في مغادرة السويداء في 30 تموز، ضمن قافلة غادر فيها أيضًا عدد من المغتربين الدروز القادمين من فنزويلا ودول أخرى. وصلت العائلة إلى باريس في 31 تموز، فيما بقي معظم أقاربها في السويداء وسط ظروف أمنية ومعيشية صعبة.