منذ حزيران الماضي، تواجه مقاطعة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأميركية تحديًا غير متوقّع، يتمثل في رعاية عشرات الكلاب والقطط التي تُركت بلا أصحاب، بعد احتجاز أو ترحيل مالكيها في إطار مداهمات الهجرة المكثّفة التي تنفذها السلطات الأميركية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وبحسب وكالة "رويترز"، استلمت المقاطعة منذ 10 حزيران 28 حيوانًا، بينها 22 كلبًا، وتم حتى الآن إيواء 11 كلبًا وقطتين في منازل جديدة. وفي مأوى الحيوانات بمدينة داوني، تصل بعض الكلاب داخل صناديق أو حاويات بلاستيكية، بينما تُجلب القطط في أقفاص صغيرة، قبل وضعها في أقفاص أكبر بانتظار تبنّيها، وسط ضجيج النباح والمواء.
وقال كريستوفر فاليس، المتحدث باسم إدارة رعاية الحيوانات في المقاطعة، إن هذه الحيوانات أصبحت "ضحايا غير مباشرة" للإجراءات، مضيفًا: "لهذا السبب من المهم أن يضع أصحاب الحيوانات الأليفة، الذين قد يواجهون خطر الاحتجاز أو الترحيل، خطة مسبقة تضمن رعاية حيواناتهم من قبل أحد أفراد العائلة أو صديق مقرّب".
وأوضح فاليس أن المقاطعة توفر للحيوانات التي تصل إليها فحوصات طبية ورعاية نظافة، مشددًا على أن الهدف هو إبقاء الحيوان مع مالكه أو على الأقل خارج مراكز الإيواء. كما نصح الأسر بإنشاء ملف تعريفي لحيواناتهم الأليفة والتنسيق مع الجيران أو الأقارب لتبنّيها إذا لزم الأمر.
وفي تطور قضائي متصل، أيدت محكمة استئناف فيدرالية في 1 آب أمرًا يمنع سلطات الهجرة من تنفيذ اعتقالات عشوائية في لوس أنجلوس من دون "سبب قانوني مقنع"، رافضةً طعنًا تقدمت به إدارة ترامب ضد حكم سابق يحظر الاحتجاز على أساس العرق أو اللغة أو التواجد في أماكن محددة مثل محطات الحافلات أو مواقف العمال اليومية.
ورحّبت العمدة كارين باس بالحكم واعتبرته "انتصارًا للمدينة"، مؤكدة استمرار الحماية من المداهمات "العدوانية وغير القانونية". كما رأى المحامي محمد تاجسار من اتحاد الحريات المدنية أن القرار يثبت أن "الأسلوب شبه العسكري للمداهمات انتهك الدستور وألحق أضرارًا جسيمة".
وكان ترامب قد أمر في حزيران بنشر قوات الحرس الوطني ومشاة البحرية في لوس أنجلوس لمؤازرة حملات مداهمات الهجرة، وسط تهديدات بترحيل أعداد قياسية من المهاجرين وإغلاق الحدود مع المكسيك، في خطوة استهدفت شريحة كبيرة من سكان المدينة ذوي الأصول الإسبانية أو المولودين في الخارج.
الـــمــــزيــــــــــد
