رفض الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، يوم الأربعاء، فكرة إجراء محادثات مباشرة مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، معتبرًا أن أي محاولة في هذا الاتجاه ستكون "إذلالًا" له، في ظل تصعيد غير مسبوق في التوترات الاقتصادية بين البلدين، بعد فرض واشنطن رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع البرازيلية.
وفي مقابلة مع وكالة رويترز، قال لولا: "في اليوم الذي يخبرني فيه حدسي بأن ترامب مستعد للتحدث، لن أتردد في الاتصال به. لكنني اليوم أظن أنه لا يريد التحدث. ولن أقوم بإذلال نفسي".
وأوضح الرئيس البرازيلي أن حكومته لن تردّ برسوم مضادة في المرحلة الحالية، لكنها ستواصل المحادثات على مستوى الوزراء، رغم الصعوبات التي يواجهها المسؤولون البرازيليون في التواصل مع نظرائهم الأميركيين.
واعتبر لولا أن العلاقات الأميركية – البرازيلية وصلت إلى "أدنى مستوياتها منذ 200 سنة"، مشيرًا إلى أن ربط ترامب للرسوم الجمركية بملف محاكمة الرئيس السابق جايير بولسونارو يُعدّ تدخلًا غير مقبول في شؤون القضاء البرازيلي.
وأضاف: "المحكمة العليا في البرازيل لا تهتم بما يقوله ترامب، ولا ينبغي لها ذلك"، مطالبًا بمحاكمة بولسونارو مجددًا بتهمة "استدعاء تدخل خارجي"، وواصفًا إياه بـ"خائن للوطن".
وفي تصريحات ذات طابع تاريخي، قال لولا: "كنا قد عفونا عن التدخل الأميركي في انقلاب 1964، لكن هذا التدخل الجديد من قبل رئيس أميركي في شؤون بلادنا ذات السيادة غير مقبول على الإطلاق. ترامب يظن أنه يستطيع إملاء القواعد على البرازيل".
وأشار إلى أن حكومته بدأت تنفيذ إجراءات داخلية للحد من آثار الضربة الاقتصادية التي سببتها الرسوم الأميركية، مع الالتزام بمبدأ "المسؤولية المالية"، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه يعتزم التواصل مع قادة دول مجموعة البريكس، بدءًا من الهند والصين، للتباحث بشأن رد مشترك على التصعيد الأميركي.
وختم لولا بالتأكيد على أن حكومته بصدد وضع سياسة وطنية جديدة للموارد المعدنية الاستراتيجية، معتبرًا أن تصدير المعادن الخام دون قيمة مضافة "أمر لا يتماشى مع مفهوم السيادة الوطنية".