أعلنت الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرًا أنها أنهت التحقيق السياقي المتعلق بموقع الدفن الذي تم اكتشافه بتاريخ 9 أيار 2025 في منطقة عقبة المبيّضة – جرود عرسال، والذي ضمّ أربعة قبور تحتوي على رفات بشرية يُرجّح أنها تعود لأشخاص غير لبنانيين شاركوا في المعارك التي اندلعت بين الفصائل المسلحة في المنطقة بين عامي 2016 و2017.
وأشارت الهيئة إلى أن النتائج استندت إلى شهادات متطابقة من مخاتير وسكان محليين وعناصر أمنية، إضافة إلى التحقق من صور الأقمار الصناعية التي كشفت عن تغيرات حصلت في الموقع، ورجّحت توقيتها. وأكد التحقيق عدم توافر أي معطيات تدل على وجود مفقودين لبنانيين من أبناء بلدة عرسال أو عناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن، ما يعزز الفرضية بأن الرفات تعود لمقاتلين غير لبنانيين، ربما من تنظيمات جبهة النصرة أو داعش، أو من جنسيات أخرى.
ولفتت الهيئة إلى أن طبيعة المنطقة العسكرية والحدودية أدت إلى وجود عدد كبير من القبور المرتجلة، ما يستدعي وضع خطة متكاملة للتعامل مع هذا الواقع. وفي ضوء الخطورة الأمنية، أوصت الهيئة بتعليق أعمال النبش حالياً، والإبقاء على الموقع مغلقاً ومحميًا إلى حين توفر معطيات إضافية أو طلب رسمي من عائلات المفقودين.
وطالبت الهيئة وزارة الدفاع بإجراء مسح شامل للمنطقة، ووضع خريطة دقيقة للقبور المرتجلة المنتشرة فيها، تمهيدًا لإعداد خطة عمل منسّقة تشمل الجهات اللبنانية، والسلطات السورية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا، فور توافر الظروف الملائمة.
وختمت الهيئة مؤكدة أن التقرير الكامل محفوظ في أرشيفها، على أن تنشر نسخة منه مخصصة للرأي العام على موقعها الرسمي قريبًا.