عقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق أول إيال زامير، صباح اليوم الخميس، تقييمًا أمنيًا شاملًا في مقر هيئة الأركان العامة، تناول خلاله التطورات الميدانية على مختلف الجبهات، إلى جانب الخطط العسكرية المقبلة لجيش الدفاع الإسرائيلي، في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة وتوتر الأوضاع على الجبهات الشمالية والشرقية.
وخلال الاجتماع، عُرضت صورة شاملة للوضع العملياتي في جميع المناطق، كما ناقش زامير مع كبار القادة خطط المرحلة التالية، مركّزًا على التصعيد في الجنوب والجهوزية لمواجهة متعددة الجبهات.
وفي مستهل كلمته، قال زامير: "نواصل القتال على جميع الجبهات. صدى ضرباتنا يُسمع في أرجاء الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن الجيش بات في المراحل الأخيرة من تنفيذ عملية "عربات جدعون" التي أُطلقت ضد حركة حماس في أيار الماضي. وأضاف: "لقد حققنا أهداف العملية بل وتجاوزناها، وسنواصل العمل لضمان أمن طويل الأمد لبلدات الجنوب ومنطقة الغلاف، وكذلك للبلدات المحاذية لكافة الحدود".
وأشار زامير إلى أن "لدى الجيش اليوم القدرة على فرض معادلات أمنية جديدة، مع توجيه ضربات متواصلة للعدو"، مؤكدًا: "لن نسمح بعد الآن بسياسة الاحتواء. سنحبط التهديدات منذ بداياتها وفي جميع الجبهات".
وردًا على التوتر السياسي الأخير بينه وبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بشأن خطط توسيع الحرب واحتلال قطاع غزة، شدد زامير على أن "ثقافة الخلاف جزء لا يتجزأ من تاريخ الشعب اليهودي، وهي عنصر أساسي في الثقافة التنظيمية لجيش الدفاع، داخليًا وخارجيًا". وتابع: "سنواصل التعبير عن مواقفنا بلا خوف، وبأسلوب مهني، مستقل وموضوعي. هذا ما نتوقعه أيضًا من جنودنا. هنا تكمن المسؤولية، على هذه الطاولة".
وأضاف: "نحن لا نتعامل مع نظريات، بل مع مصائر بشرية والدفاع عن الدولة، ونفعل ذلك ونحن ننظر مباشرة في أعين جنودنا ومواطني الدولة"، مؤكدًا: "سوف نستمر في التصرف بمسؤولية، وبنزاهة وحزم. هدفنا الوحيد هو مصلحة الدولة وأمنها".
وفي ختام تصريحاته، شدد زامير على أن "الجيش عازم على حسم المعركة وإسقاط حماس"، مضيفًا: "سنواصل العمل واضعين ملف المخطوفين نصب أعيننا، وسنفعل كل ما في وسعنا لإعادتهم إلى ديارهم".
وتأتي تصريحات زامير في ظل تصاعد الانقسام داخل المؤسسة السياسية والعسكرية في إسرائيل، لا سيما بعد التقارير التي أفادت بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دفع نحو خيار "احتلال غزة بالكامل"، وهي خطة يعارضها الجيش، فيما اعتبرها محللون تجاوزًا للقيادة العسكرية ومحاولة لتوظيف الحرب سياسيًا.
الـــمــــزيــــــــــد
