أثار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش موجة جديدة من الغضب بعد نشره صورة شخصية له أمام جدار كُتبت عليه عبارة "الموت للعرب" بخط واضح وكبير، خلال زيارته إلى مستوطنة "صانور" شمال الضفة الغربية المحتلة، والتي سبق أن انسحبت منها إسرائيل ضمن ما عُرف بـ"قانون فك الارتباط".
ورغم الادعاء لاحقًا بأنه لم يلاحظ الشعار، اعتبر سموتريتش أن الضجة الإعلامية لا تعود إلى ما وصفه بـ"الجرافيتي السخيف"، بل إلى كون الحكومة تقود، "باسم الله، ثورة استيطان وأمن غير مسبوقة في يهودا والسامرة"، على حد تعبيره.
الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف جدّد في تصريحاته تعهده بإعادة بناء مستوطنة صانور، واصفًا ما يجري بأنه "تصحيح للتهجير من شمال السامرة، وانتصار لحبنا الكبير للشعب والإنسانية"، على حد قوله، في تلميحات أثارت انتقادات واسعة من جهات حقوقية وسياسية.
زيارة سموتريتش تأتي بعد إلغاء الكنيست في أيار الماضي قانون فك الارتباط الذي منع دخول المستوطنين إلى مناطق شمال الضفة، وبينها صانور وغانيم وكاديم، ما فتح الباب رسميًا أمام إعادة إحياء تلك البؤر الاستيطانية التي جرى تفكيكها عام 2005.
وترافق هذه الخطوات مع تصعيد واسع في سياسات الضم الزاحف التي تنتهجها إسرائيل في الضفة الغربية، وسط تأكيدات رسمية من مسؤولين كبار بأن ما يحصل هو فرض لواقع استيطاني لا رجعة عنه، بما في ذلك تصريحات رئيس مديرية الاستيطان في وزارة الدفاع يوني دانينو، الذي شدد مؤخرًا على أن "الضم يتم فعليًا على الأرض".
يُشار إلى أن ظهور مسؤول حكومي إسرائيلي رفيع المستوى في صورة محاطة بشعار تحريضي من هذا النوع، يُشكّل سابقة خطيرة تكشف مستوى الانحدار في الخطاب العنصري داخل الحكومة الإسرائيلية الحالية، رغم محاولات التبرير أو التنصل التي صدرت لاحقًا.