قال أمين المجلس الاستراتيجي الإيراني علي باقري، امس السبت، إن "حزب الله" يمثل قوة متجذرة في وجدان الشعب اللبناني، مؤكداً أن محاولات إخراجه من المعادلة السياسية والأمنية لن تنجح. وأوضح أن الحزب "تيار نابع من الشعب اللبناني وليس نتاج حكومة معينة".
وتشهد الضاحية الجنوبية لبيروت، ولليوم الثالث على التوالي، مسيرات احتجاجية ينظمها مناصرو الحزب رفضاً لقرار الحكومة نزع سلاحه وحصره بيد الدولة. وبحسب مصادر لبنانية، عمد الجيش اللبناني إلى إغلاق بعض المداخل المؤدية إلى الضاحية، محذراً في بيان سابق من تعريض أمن البلاد للخطر، ومؤكداً أنه لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو قطع للطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة.
وفي موازاة ذلك، شجبت وزارة الخارجية اللبنانية تصريحات مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، الصادرة السبت، واعتبرتها "تدخلاً سافراً وغير مقبول" في الشؤون اللبنانية. وكان ولايتي قد صرح في مقابلة مع وكالة "تسنيم" الإيرانية بأن "الجمهورية الإيرانية تعارض بالتأكيد نزع سلاح حزب الله، لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبناني والمقاومة، وما زالت تفعل ذلك".
وجاء في بيان الخارجية اللبنانية: "ليس هذا التدخل الأول من نوعه، إذ دأب بعض المسؤولين الإيرانيين الرفيعين على التمادي في إطلاق مواقف مشبوهة بشأن قرارات داخلية لبنانية لا تعني الجمهورية الإيرانية بشيء. وإن هذه الممارسات المرفوضة لن تقبل بها الدولة اللبنانية تحت أي ظرف، وهي لن تسمح لأي طرف خارجي، صديقاً كان أم عدواً، بأن يتحدث باسم شعبها أو يدّعي الوصاية على قراراتها السيادية".
وأضاف البيان: "نذكر القيادة في طهران بأن الأجدر بإيران أن تلتفت إلى قضايا شعبها وتركز على تأمين احتياجاته وتطلعاته، بدل التدخل في أمور لا تخصّها". وأكدت الوزارة أن "مستقبل لبنان وسياساته ونظامه السياسي هي قرارات يتخذها اللبنانيون وحدهم عبر مؤسساتهم الدستورية الديمقراطية، بعيداً عن أي تدخلات أو إملاءات أو ضغوط أو تطاول".
وشددت الخارجية على أن الدولة اللبنانية ستبقى ثابتة في الدفاع عن سيادتها، وسترد بما تقتضيه الأعراف على أي محاولة للنيل من هيبة قراراتها أو التحريض عليها.