“ليبانون ديبايت”
مع إسدال الستار على مهرجانات الأرز، التي سُوِّقت على أنها واجهة حضارية وثقافية تبرز الوجه المشرق لقضاء بشري، كان من الطبيعي أن تبقى صورة المنطقة متناسقة مع الشعارات المرفوعة. إلا أن الواقع الميداني جاء على النقيض تمامًا، إذ تحولت الطرق المؤدية إلى أبرز المعالم السياحية، وفي مقدمتها غابة أرز الرب، إلى ما يشبه مكبًّا عشوائيًا للنفايات، حيث تنتشر أكياس القمامة على جانبي الطرقات.
الأهالي والزوار عبّروا عن استيائهم من هذا المشهد، محمّلين الجهات المعنية مسؤولية الإهمال والتقصير في جمع النفايات بشكل منتظم، لا سيما في ذروة الموسم السياحي الذي يشهد إقبالًا محليًا وخارجيًا واسعًا. وأشار البعض إلى أن عمال النظافة اختفوا فور انتهاء المهرجان، وكأن دورهم ينتهي بانتهاء العروض، ما ترك تراكمًا للنفايات يضر بجمالية المكان ويهدد بيئته.
هذا الواقع لا يقتصر على تشويه الصورة العامة للمنطقة، بل ينذر بمخاطر بيئية وصحية مباشرة على السكان والزوار، في ظل غياب خطة متكاملة لإدارة النفايات. وتتصاعد الدعوات اليوم إلى نواب المنطقة، وفي طليعتهم ستريدا جعجع، وإلى البلديات، لوضع آلية واضحة وسريعة لجمع النفايات ومعالجتها، بما يضمن الحفاظ على سمعة بشري والأرز كوجهة سياحية وثقافية رائدة.
المفارقة أن مهرجانات الأرز أُقيمت أساسًا للترويج للسياحة وحماية الإرث الطبيعي والثقافي للبنان، لكن مشهد النفايات المتراكمة بعد انتهائها يرسل رسالة عكسية تمامًا، ويثير أسئلة جدية حول غياب آليات تضمن استدامة النظافة بعد الفعاليات.
الـــمــــزيــــــــــد
