أعلن رئيس صندوق الثروة السيادي النرويجي، نيكولاي تانغين، أكبر صندوق سيادي في العالم، عن مواصلة تقليص استثمارات الصندوق في إسرائيل، متوقعاً انسحاب شركات أخرى لها أنشطة في الدولة العبرية، وذلك في ظل ما وصفه بـ"الأزمة الإنسانية الخطيرة" في غزة.
وفي مؤتمر صحافي عقد في مدينة أريندال، قال تانغين: "تخلينا عن استثمارنا في شركة بيت شيمش الإسرائيلية القابضة"، مؤكداً تحمله المسؤولية الكاملة عن قرارات الاستثمار في الشركات الإسرائيلية.
وكانت صحيفة "أفتنبوستن" النرويجية قد كشفت الأسبوع الماضي عن استحواذ الصندوق على شركة "بيت شيمش إنجينز"، المسؤولة عن صيانة الطائرات المقاتلة التي استخدمتها إسرائيل في حرب غزة، ما أثار جدلاً واسعاً ودفع الحكومة لمراجعة الاستثمارات.
وأعلنت إدارة الصندوق، الذي يدير أرباح النرويج من النفط والغاز، بيع حصصه في 11 شركة إسرائيلية غير مدرجة في مؤشر الأسهم القياسي لوزارة المالية، وتحويل جميع الاستثمارات المدارة خارجياً في إسرائيل إلى الإدارة الداخلية، تمهيداً لإنهاء العقود مع المديرين الخارجيين هناك.
وأوضح تانغين أن هذه الخطوات جاءت "استجابة لظروف استثنائية"، مشيراً إلى أن الأوضاع في الضفة الغربية وغزة ازدادت سوءاً، وأن الصندوق سيعزز من إجراءات العناية الواجبة في استثماراته.
ويخضع الصندوق لرقابة مجلس الأخلاقيات التابع له، والذي فتح في حزيران/ يونيو الماضي تحقيقاً في ممارسات بنوك إسرائيلية تموّل بناء مساكن في المستوطنات بالضفة الغربية، في خطوة قد تؤدي إلى سحب استثمارات تصل قيمتها إلى 500 مليون دولار.
وليست هذه المرة الأولى التي يتخذ فيها الصندوق خطوات مماثلة، إذ سبق أن انسحب في أيار/ مايو الماضي من شركة "باز" الإسرائيلية للطاقة بسبب تشغيلها محطات وقود في المستوطنات، كما تخارج في كانون الأول/ ديسمبر 2024 من شركة "بيزك" للاتصالات لنفس السبب، إضافة إلى بيع سندات إسرائيلية بنصف مليار دولار في نيسان/ أبريل 2024.
ويأتي القرار في وقت حساس سياسياً بالنرويج، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل، وسط دعوات من بعض أحزاب المعارضة لاستقالة تانغين، ومطالب بمراجعة كاملة للأنشطة الاستثمارية في إسرائيل.
يذكر أن صندوق النفط النرويجي يمتلك نحو 1.5% من جميع الأسهم المدرجة حول العالم، بحصص في نحو 8,700 شركة، وتقدر قيمة استثماراته في إسرائيل بنهاية عام 2024 بحوالي 1.95 مليار دولار.
الـــمــــزيــــــــــد
