انطلقت في جزيرة ألاسكا، مساء الجمعة، قمة الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، في لقاء وُصف بالمفصلي لمسار الحرب في أوكرانيا، التي تشدد كييف وحلفاؤها الأوروبيون على ضرورة عدم استبعادها من أي تسوية.
وكان الرئيسان قد التقيا في مطار ألاسكا، حيث صافح ترامب بوتين في مقدمة مستقبليه، قبل أن ينتقلا معاً بسيارة الرئاسة الأميركية إلى مقر القمة. وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الرئاسي الخاص ستيف ويتكوف، سينضمان إلى ترامب في اجتماعه مع بوتين، على أن يشارك لاحقاً وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز.
وقبيل القمة، قال ترامب في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" إنه يسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا اليوم، ملوحاً بإمكانية مغادرة القمة سريعاً إذا لم تكن نتائج اللقاء جيدة. وأكد أنه "لن يكون سعيداً إذا لم نتوصل إلى وقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أن القمة قد تمهد لاجتماع ثانٍ في حال سارت الأمور على نحو إيجابي.
وأضاف ترامب، خلال حديثه للصحافيين على متن طائرة الرئاسة المتجهة إلى أنكوراج، أن علاقته مع بوتين تقوم على "مستوى جيد من الاحترام"، واصفاً إياه بـ"الرجل الذكي" الذي يمتلك خبرة طويلة في العمل السياسي. كما كتب على منصة "تروث سوشال" قبل إقلاع طائرته أن "الكثير على المحك".
من جانبه، قدّر الكرملين أن القمة قد تمتد بين 6 و7 ساعات، تشمل اجتماعاً مغلقاً بين الرئيسين، يليه لقاء موسع مع الوفود، ثم مؤتمر صحافي مشترك، مع احتمال عقد اجتماع ثلاثي يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إذا تحققت نتائج ملموسة.
ورحّب بوتين، قبيل مغادرته موسكو، بالجهود الأميركية لإنهاء النزاع، معرباً عن أمله بأن تسهم المحادثات في التوصل أيضاً إلى اتفاق جديد لضبط انتشار الأسلحة النووية. وتُعد هذه أول زيارة له إلى دولة غربية منذ بدء الحرب في أوكرانيا في شباط 2022.
وكان ترامب قد أكد أنه لن يبرم أي اتفاق ثنائي مع بوتين حول أوكرانيا من دون إشراك كييف، مشدداً على أن هدفه هو جمع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وليس التفاوض نيابة عنها.
ويأتي انعقاد القمة في قاعدة "إلمندورف–ريتشاردسون" العسكرية بمدينة أنكوراج، التي تحمل رمزية تاريخية لكونها لعبت دوراً محورياً في الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة. كما سبق لترامب أن واجه انتقادات واسعة بعد قمته مع بوتين في هلسنكي عام 2018، حين اعتبر أنه منح موسكو موقفاً مغايراً لتقارير الاستخبارات الأميركية بشأن التدخل في انتخابات 2016.
وتخشى كييف وحلفاؤها الأوروبيون أن تدفع هذه القمة باتجاه تسوية تكرّس سيطرة روسيا على أجزاء من الأراضي الأوكرانية، في حين أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن "حان الوقت لإنهاء الحرب، وعلى روسيا اتخاذ الخطوات اللازمة"، داعياً واشنطن إلى الضغط على موسكو لتحقيق ذلك.
وفي سياق متصل، واصل زيلينسكي جولته الأوروبية التي شملت لندن وبرلين، حيث جدد القادة الأوروبيون دعمهم لبلاده، فيما أعلنت موسكو وكييف تبادلهما 84 أسير حرب من كل جانب بوساطة إماراتية، في خطوة اعتُبرت نادرة وسط الجمود السياسي والعسكري المستمر منذ أكثر من عامين.