عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نظيره الأميركي دونالد ترامب، خلال "قمة ألاسكا"، التنازل عن بعض المطالب الإقليمية مقابل الحصول على سيطرة كاملة على إقليم دونيتسك. وأكد بوتين استعداده لتجميد خطوط القتال إذا انسحبت أوكرانيا من هذه المنطقة الحيوية في الشرق، وفق ما نقل أربعة مطلعين على المحادثات.
وأبلغ بوتين ترامب أن وقف الحرب يتطلب انسحاب أوكرانيا من دونيتسك، لكنه أبدى استعداداً لعدم توسيع العمليات العسكرية في بقية الجبهات إذا توافرت شروطه، بينها تجميد القتال في خيرسون وزابوريجيا جنوباً. غير أن الرئيس الروسي شدد على أنّ مطالبه الجوهرية لا تزال قائمة، وفي مقدّمها "معالجة الأسباب الجذرية" للصراع، بما يعني إنهاء صيغة السيادة الأوكرانية الحالية ووقف توسّع حلف شمال الأطلسي شرقاً.
ترامب بدوره نقل رسالة بوتين إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين في اتصال هاتفي السبت، حاثّاً إياهم على التوقف عن محاولات إقناع موسكو بقبول اتفاق وقف إطلاق نار. واعتبر أنّ الحل يكمن في "صفقة سلام مباشرة" بين كييف وموسكو، قائلاً عبر منصته "تروث سوشيال" إن وقف إطلاق النار غالباً ما ينهار. وأوضح أنه سيسعى إلى تحديد موعد لقاء مع بوتين في حال سارت الأمور وفق ما هو متوقع.
في المقابل، أكد مطلعون على موقف زيلينسكي أنّه لن يقبل بالتنازل عن دونيتسك، لكنه منفتح على مناقشة ملف الأراضي مع ترامب في واشنطن الاثنين المقبل، أو في إطار اجتماع ثلاثي مع بوتين.
القوات الروسية تسيطر حالياً على نحو 70% من دونيتسك، بينما لا تزال السلسلة الغربية من مدن الإقليم بيد أوكرانيا وتشكل خط الدفاع الأبرز لها على الجبهة الشرقية.
وبحسب مصادر أوروبية، أثارت مواقف ترامب الأخيرة قلقاً متزايداً، إذ كان القادة الأوروبيون قد أعربوا قبل القمة عن خشيتهم من إحياء فكرة "تبادل الأراضي" كمدخل للسلام. ورغم تعهّد ترامب حينها بالحصول على التزام من بوتين بوقف الأعمال القتالية، لم يسفر اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات عن ذلك، بل منح الرئيس الروسي فرصة لكسر عزلته الدولية، حيث استقبله ترامب في أنكوريدج بالسجاد الأحمر وظهر وهو يمزح معه قبل بدء المحادثات.
البيت الأبيض رفض التعليق على مضمون محادثات ترامب وبوتين، فيما امتنع الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن الرد على أسئلة الصحافيين بشأن دونيتسك أو أي اجتماع ثلاثي محتمل.
الـــمــــزيــــــــــد
