من المقرر أن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض اليوم الإثنين، بحضور عدد من القادة الأوروبيين، في إطار مساعٍ للتوصل إلى صيغة تؤدي إلى إنهاء الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا.
ويكتسب اللقاء المرتقب أهمية مضاعفة على ضوء التجربة السابقة بين ترامب وزيلينسكي في المكتب البيضاوي مطلع هذا العام، والتي شهدت أجواء متوترة، حين وُجهت أسئلة محرجة للرئيس الأوكراني، أبرزها ما يتعلق بخياراته في الملبس ورفضه ارتداء البدلة الرسمية.
فقد نقل مراسل "بي بي سي" أن الصحافي الأميركي بريان غلين، كبير مراسلي قناة Real America’s Voice والشريك السياسي للنائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، وجّه سؤالًا مباشرًا لزيلينسكي آنذاك قائلاً: "لماذا لا ترتدي بدلة؟ أنت في أعلى منصب في بلادك، وكثير من الأميركيين يعتبرون ذلك تصرفًا غير لائق". وردّ زيلينسكي ساخرًا بأنه سيعتمد "الزي الرسمي" بعد انتهاء الحرب.
هذا الجدل عاد إلى الواجهة مع اقتراب اللقاء الجديد، حيث أثارت قناة Real America’s Voice النقاش مجددًا على منصة "إكس" عبر سؤال: "هل سيرتدي زيلينسكي بدلة؟". فجاء تعليق النائبة مارجوري تايلور غرين مازحًا: "هل يمكن المراهنة على ذلك؟ أتوقع بشدة أنه سيرتديها".
وتقاطعت مواقف مستخدمين أميركيين آخرين مع هذا الجدل، إذ كتب أحدهم: "على زيلينسكي أن يرتدي بدلة وربطة عنق وأحذية أنيقة أيضًا"، فيما علّق آخر بالقول: "وصل إلى واشنطن ويقضي الليلة في بيت الضيافة... آمل أن يتذكر آدابه ويرتدي بدلة غدًا".
ويأتي هذا اللقاء وسط تصاعد النقاش في الأوساط الأميركية والأوروبية حول آفاق التسوية، خصوصًا بعد مقترحات عدة طُرحت في الأشهر الماضية بين واشنطن وموسكو وكييف، لكنّها اصطدمت بعقد الخلافات الجوهرية، لا سيما في ما يتعلق بمصير إقليم دونباس والمناطق الخاضعة لسيطرة روسيا. ومن هنا، تترقب الأوساط الدبلوماسية ما إذا كان الاجتماع المقبل سيشكّل اختراقًا فعليًا، أم أنّه سيقتصر على بروتوكول سياسي وسط انشغال الرأي العام الأميركي بمظاهر شكلية مثل ارتداء زيلينسكي للبدلة.