عاد ملف قوات "اليونيفيل" الدولية في جنوب لبنان إلى الواجهة مع اقتراب موعد التجديد لولايتها نهاية شهر آب الجاري، وسط نقاشات محتدمة في مجلس الأمن بين العواصم الغربية وواشنطن حول مستقبلها.
المتحدث باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي أكد في تصريح لـ"يورونيوز"، اليوم الإثنين 18 آب 2025، أنّ البعثة "لم تتلق أي إخطار من الولايات المتحدة بشأن إنهاء مهمتها"، موضحًا أنّ "النقاش في مجلس الأمن سيدور حول مستقبل القوة، وليس إنهاء عملها".
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" قد نقلت أمس أنّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وقّع خطة لإنهاء مهمة "اليونيفيل" خلال ستة أشهر، بناءً على مشاورات في إدارة الرئيس دونالد ترامب مع الكونغرس، وهو ما أثار ردود فعل معارضة من أطراف دولية وإقليمية.
دول أوروبية، وفي طليعتها فرنسا وإيطاليا، سارعت إلى رفض أي مقترح لتقليص دور القوة الدولية، محذّرة من أنّ الانسحاب قبل أن يصبح الجيش اللبناني قادرًا على ضبط الحدود سيخلق فراغًا قد تستفيد منه قوى كحزب الله. وبحسب الوكالة الأميركية، نجحت هذه الدول، مدعومة من المبعوث الأميركي إلى لبنان توم برّاك، في إقناع روبيو بتمديد الولاية عامًا إضافيًا، مع بحث إمكانية تقليصها لاحقًا.
وفي الداخل اللبناني، أعلنت وزارة الخارجية أنّ بريطانيا وباكستان أكدتا دعمهما لتمديد مهمة القوة الدولية، مشيرة إلى استمرار المساعي الدبلوماسية لتأمين تجديد الولاية وفق الصيغة التي يتمسك بها لبنان خلال جلسة مجلس الأمن المغلقة المقررة اليوم، حيث سيستمع الأعضاء إلى إحاطة من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط محمد خالد خياري.
نشأة "اليونيفيل" تعود إلى عام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عقب الاجتياح، قبل أن توسَّع مهامها بعد حرب تموز 2006. واليوم تضم القوة نحو 10 آلاف جندي يتولون مراقبة وقف إطلاق النار، في وقت تواصل إسرائيل خرق القرار الدولي عبر إبقاء قواتها في خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية، وتنفيذ غارات شبه يومية.
وعلى الصعيد الميداني، أفيد عن إصابة ثلاثة عمال سوريين بجروح اليوم، بعدما أقدمت طائرة مسيّرة إسرائيلية على إلقاء قنبلة في وادي العصافير ببلدة الخيام، ونقلوا إلى مستشفى مرجعيون الحكومي للعلاج.
الـــمــــزيــــــــــد
