خلال الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض، أمس الاثنين، عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب خريطة على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تُظهر خطوط المواجهة ومناطق القتال في أوكرانيا. وبيّنت الخريطة أنّ القوات الروسية تسيطر على معظم مناطق لوغانسك ودونيتسك في الشرق، إضافة إلى خيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
زيلينسكي الذي تحدث للصحافيين بعد اللقاء، أوضح أنّه أجرى محادثة مطوّلة مع ترامب، مؤكداً أنّه لا يتفق تمامًا مع نسبة الأراضي الأوكرانية التي أظهرتها الخريطة تحت سيطرة روسيا. وقال إنه أطلع الرئيس الأميركي على بعض تفاصيل ساحة المعركة لتصحيح الصورة، شاكراً إياه على الاهتمام.
ترامب من جهته وصف الخريطة بأنها "جيدة"، لكن زيلينسكي رد قائلاً: "أفكر في كيفية استعادة تلك الأراضي"، ليبادله ترامب ضاحكاً: "سنجد حلاً"، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال". وأظهرت الخريطة الجزء الشرقي من أوكرانيا مظللاً باللون الزهري، مبيّنةً النسب المئوية لسيطرة القوات الروسية، حيث بلغت في لوغانسك مثلاً 99%، بحسب ما أفادت شبكة "بي بي سي".
وتأتي هذه الخطوة في وقت يلمّح فيه ترامب منذ أسابيع إلى إمكانية حصول تبادل للأراضي بين روسيا وأوكرانيا كجزء من أي تسوية مستقبلية. وكان قد أشار أكثر من مرة إلى أنّ شبه جزيرة القرم، التي سيطرت عليها روسيا عام 2014 وضمتها لاحقاً، قد لا تعود إلى السلطات الأوكرانية.
وبحسب موقع "أكسيوس"، يعتبر ترامب أنّ تبادل الأراضي جزء أساسي لا مفرّ منه من أي اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ شباط 2022، والتي تسببت بمقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين الأوكرانيين. وتعيد هذه التصريحات التذكير بالجدل القائم في واشنطن والعواصم الأوروبية حول مدى استعداد أوكرانيا للتفاوض على أراضيها، خصوصاً بعد الهجوم الروسي الواسع في الشرق والجنوب الذي غيّر موازين السيطرة الميدانية.
في المقابل، لا يزال زيلينسكي يرفض أي حديث عن التنازل عن الأراضي، مؤكداً أن هدف كييف يبقى استعادة كامل أراضيها بما فيها القرم، فيما تراهن الإدارة الأميركية على وساطة محتملة لإيجاد تسوية توقف النزاع الأطول في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
الـــمــــزيــــــــــد
