رغم الأجواء الإيجابية التي خيّمت على القمة الثلاثية التي عُقدت أمس الاثنين في البيت الأبيض، وما رافقها من ترحيب أوكراني وأوروبي بمواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإنّ موقف الأخير لم يتبدّل كثيراً عن السابق، إذ واصل تمسّكه بما بات يُعرف بـ"لاءاته الثلاثة".
ورغم الابتسامات المتبادلة بين ترامب وضيفه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكّد الرئيس الأميركي أنّه لا عودة لشبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا بعد أن ضمّتها روسيا عام 2014، ولا انضمام لكييف إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ولا نشر لأي قوات أميركية على الأراضي الأوكرانية لدعم الجيش في مهامه الدفاعية.
وأوضح ترامب، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" اليوم الثلاثاء، أنّه لن يسمح بنشر جنود أميركيين في أوكرانيا خلال ولايته، مؤكداً أنه لطالما عارض إرسال قوات إلى الخارج، سواء في سوريا أو العراق أو أفغانستان. وأشار إلى أنّ هذا الموقف ثابت لديه، حتى لو وافق على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، مشدداً على أن حماية حياة الجنود الأميركيين تأتي أحياناً قبل الحفاظ على التحالفات.
في المقابل، انكبّ قادة الدول الأوروبية في وقت سابق اليوم على عقد اجتماع افتراضي لمناقشة مسألة الضمانات الأمنية لأوكرانيا، والتي وصفتها باريس وبرلين بأنها "أساسية وحيوية". ويُذكر أن ترامب كان قد دعا مراراً منذ ولايته الأولى إلى سحب القوات الأميركية من مناطق النزاع، لكنه كان يتراجع أحياناً تحت ضغط العسكريين وخشية تداعيات الانسحاب على مصالح بلاده.
في موازاة ذلك، أدلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتصريح لافت، أكد فيه أنّ "تبادل الأراضي لطالما شكّل حلاً للنزاعات الدولية"، في إشارة إلى إمكانية التوصل إلى تسوية مع أوكرانيا إذا ما قبلت التنازل عن بعض المناطق التي ضمّتها موسكو منذ 2022. وكانت روسيا قد بسطت سيطرتها على مناطق واسعة شرق أوكرانيا، أبرزها لوغانسك ودونيتسك، إضافة إلى أجزاء من زابوريجيا وخيرسون.
وبحسب مصدر مطّلع لوكالة "فرانس برس"، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى خلال لقائه الأخير مع ترامب في ألاسكا استعداده للسلام إذا تخلّى الجانب الأوكراني عن منطقة "دونباس"، التي تضم إقليمي دونيتسك ولوغانسك.
في المقابل، ورغم إصرار الرئيس زيلينسكي في السابق على رفض أي تنازل عن أراضٍ أوكرانية، بدا أكثر ليونة في تصريحاته الأخيرة، إذ أوضح أنّ ملف الأراضي لم يُبحث في القمة التي جمعته بترامب، لكنه أشار إلى أن هذه المسألة "متروكة للقاء المرتقب مع بوتين"، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول احتمالات تسوية مستقبلية.
الـــمــــزيــــــــــد
