على مدى نحو عامين، يواصل سائقو الشاحنات المصريون تحدي الظروف الصعبة على المعبر البري الوحيد المؤدي إلى غزة من خارج إسرائيل، لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في القطاع المنهك، فيما تعرقل التأخيرات الطويلة والرفض الإسرائيلي المتكرر وعوامل الحدود القاسية مهمتهم وتضع عزيمتهم على المحك.
ويضطر السائقون للبقاء أسابيع عالقين قرب الجانب المصري من معبر رفح بانتظار موافقات إسرائيلية، ليخضعوا بعدها لسلسلة تفتيشات شاقة تستغرق في أحيان كثيرة ما يقارب 18 ساعة، تشمل الفحص بالأشعة السينية وإعادة التدقيق في الحمولة داخل معبر كرم أبو سالم جنوب غزة. ويؤكد السائقون أن الإجراءات معقدة ومهينة، وغالباً ما تنتهي بالرفض دون أسباب واضحة.
مدحت محمد، أحد السائقين، قال لشبكة "سي إن إن" إنه أُجبر الأسبوع الماضي على العودة بعد انتظار دام أسبوعين، مشيراً إلى أن الرد الذي يتلقونه في بعض الأحيان يكون مجرد "انتهى الوقت". أما محمد الشاعر فأوضح أنهم يُضطرون للبقاء بعيداً عن عائلاتهم لفترات طويلة، فيما لا يُسمح سوى لعدد محدود يتراوح بين 15 و20 شاحنة يومياً بالدخول من أصل 150 إلى 200 شاحنة تنتظر دورها.
محمود الشيخ، الذي يوصل المساعدات منذ قرابة عامين، وصف العملية بأنها "مهينة"، قائلاً: "هذه أصعب فترة مررنا بها"، مشيراً إلى الظروف القاسية في منطقة الانتظار، حيث يتكدس آلاف السائقين في ساحة رملية ضيقة، ويعتمدون على مرافق صحية محدودة. وأضاف أن الأجور لا تتعدى 650 جنيهاً مصرياً يومياً (13 دولاراً)، فيما يضطرون لإنفاق معظمها على الماء والطعام والثلج لحفظ مؤنهم. ورغم ذلك، يؤكد الشيخ أنه يواصل عمله "لأن الناس في غزة يتضورون جوعاً".
وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي كشف أن نحو 5000 شاحنة مساعدات متوقفة على الجانب المصري بانتظار السماح بالدخول، فيما أشارت رئيسة الهلال الأحمر المصري آمال إمام إلى أن منظمات الإغاثة تلتزم بكل شروط الجانب الإسرائيلي، لكن كثيراً من الشحنات، بينها أجهزة طبية ومولدات وألواح شمسية، تُرفض بشكل متكرر دون مبرر واضح.
وأكد عبدالعاطي خلال جولة نظمها للإعلاميين أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري على مدار الساعة، محمّلاً إسرائيل مسؤولية إغلاقه من جهتها وتعطيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
الـــمــــزيــــــــــد
