المحلية

محمد المدني

محمد المدني

ليبانون ديبايت
السبت 23 آب 2025 - 07:04 ليبانون ديبايت
محمد المدني

محمد المدني

ليبانون ديبايت

جعجع… لم يفعلها منذ 10 سنوات

جعجع… لم يفعلها منذ 10 سنوات

"ليبانون ديبايت" - محمد المدني


زيارة سمير جعجع إلى السراي الحكومي جاءت في توقيت دقيق يشهد فيه المشهد السياسي اللبناني تحولات متعددة وتوازنات حساسة بين القوى السيادية والسلطة التنفيذية. اللقاء لم يكن بروتوكوليًا، بل خطوة استراتيجية تحمل دلالات واضحة على إعادة ترتيب التحالفات السياسية ومحاولة لتثبيت مواقع النفوذ، خصوصًا في الملفات السيادية والقرار الحكومي.


فالزيارة هي الأولى منذ نحو عشرة أعوام، بعدما كانت آخر زيارة لجعجع إلى السراي في تموز 2015 للقاء الرئيس تمام سلام، ما يجعل هذه الزيارة حدثًا بحد ذاتها.


بعد اللقاء، أعلن جعجع دعمه العلني لمواقف الحكومة ورئيسها نواف سلام، خصوصًا في القضايا السيادية كحصرية السلاح بيد الدولة وتنظيم العلاقة مع سوريا. هذا الموقف منح الحكومة دفعًا إضافيًا في لحظة دقيقة، وهو رسالة واضحة إلى الداخل والخارج بأنّ هناك التقاءً بين القوى السيادية والسلطة التنفيذية في هذه المرحلة.


لكن هذا الدعم فتح باب التأويل، إذ برز تساؤل عمّا إذا كان جعجع يسعى فعلًا لتثبيت موقعه كمدافع عن الدولة، أم أنّه يحاول فرض وصاية سياسية على الحكومة ليكون “الموجّه” الفعلي لخياراتها. فطريقة طرحه لمواقفه وتصريحاته المرافقة للزيارة أظهرت وكأنّ الحكومة تتحرك تحت سقف “القوات اللبنانية” وتوجّهاتها، ما يثير حساسية لدى أطراف أخرى ترى في ذلك محاولة للاستحواذ على القرار الحكومي.


ويضاف إلى ذلك التحدي الأكبر أمام جعجع، وهو الانفتاح على الطائفة السنية. فجزء واسع من الشارع السني ما زال يعتبره من الذين أساؤوا إلى الرئيس سعد الحريري وأضعفوا الحضور السياسي السني في المشهد العام. وبالتالي، فإنّ أي محاولة لتموضعه كوصي على الحكومة أو كحليف استراتيجي لرئاسة الحكومة ستُقابَل بحذر وربما برفض في الشارع، حتى لو لاقت تفهّمًا عند بعض القيادات.


في المحصلة، زيارة جعجع إلى السراي عكست تحولًا كبيرًا في التوازنات: من جهة دعم للحكومة ومحاولة للتقرب من الطائفة السنية، ومن جهة أخرى رسالة سيادية إلى الخارج. لكنها في الوقت نفسه طرحت علامات استفهام حول حدود وأبعاد هذا الدعم: فهل هو تضامن سياسي مرحلي أم بداية وصاية جديدة على الحكومة وقرارها؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة