قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن أكثر من 60 محطة لتحلية المياه في قطاع غزة خرجت عن الخدمة نتيجة الأضرار التي لحقت بها جراء القصف الإسرائيلي المستمر منذ تشرين الأول 2023، مؤكدة أن إسرائيل تتعمد حرمان السكان من المياه كجزء من حملتها الممنهجة ضد الفلسطينيين، بما يحرمهم من ضروريات الحياة الأساسية، من غذاء ورعاية صحية ومياه.
وأوضحت المنظمة أنه بعد 22 شهرا من تدمير البنية التحتية للمياه وتقييد الوصول إليها، باتت الكميات المتوفرة غير كافية على الإطلاق. كما منعت إسرائيل استيراد المواد اللازمة لمعالجة المياه، إذ لم توافق سوى على طلب واحد من أصل عشرة قدمتها "أطباء بلا حدود" منذ حزيران 2024.
كما أشارت إلى أن إسرائيل ألحقت أضرارا متكررة باثنين من أصل ثلاثة أنابيب رئيسية تضخ المياه إلى غزة منذ تشرين الأول 2023، ما أدى إلى فقدان 70% من المياه المتدفقة بفعل التسريبات. وبحسب المنظمة، فإن 86% من القطاع يخضع لأوامر التهجير التي تمنع وصول شاحنات المياه، فيما تسبب نقص المياه النظيفة بانتشار الأمراض، من إسهال حاد إلى أمراض جلدية.
وأكدت أن من بين 196 محطة تحلية تديرها الحكومة والمنظمات غير الحكومية في غزة، أكثر من 60 تعطلت بسبب موقعها أو القصف، بينما تضع إسرائيل عراقيل متكررة أمام إصلاح المحطات والأنابيب، وتمنع وصول المواد اللازمة أشهرا طويلة.
وأشارت المنظمة إلى أن الجيش الإسرائيلي قطع في 9 آذار 2025 آخر خط كهرباء يغذي محطة التحلية المركزية في دير البلح، ما فاقم الأزمة المائية، في وقت أجبرت الأنشطة العسكرية والغارات المتواصلة نقاط توزيع المياه على تغيير مواقعها باستمرار.
وأضافت "أطباء بلا حدود" أنها اضطرت خلال عام 2025 إلى وقف العمل في 137 نقطة توزيع مياه بسبب انعدام الأمن. وفي السياق، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن الحكومة تدرس تقليص كميات المياه المخصصة لشمال القطاع، وإصلاح خطي المياه في الجنوب، في إطار التحضيرات لتهجير الفلسطينيين من مدينة غزة.
ومنذ كانون الثاني 2025، قطعت شركة "ميكروت" الإسرائيلية التي تشكل المصدر الأساسي لتغذية محافظات غزة بالمياه إمداداتها، وفق ما أكده المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.
الـــمــــزيــــــــــد
