المحلية

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
الاثنين 25 آب 2025 - 07:01 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

"حصرية السلاح" معلّقة على ساعة برّاك ـ أورتيغاس

"حصرية السلاح" معلّقة على ساعة برّاك ـ أورتيغاس

"ليبانون ديبايت"_فادي عيد


لا يمكن إغفال العدّ العكسي السريع الإيقاع للتطوّرات المتصلة بالمرحلة المقبلة والذي ينطلق اليوم، مع بدء تسرّب المعلومات حول خلاصة الجولة الأخيرة من محادثات الموفدين الأميركيين توم برّاك ومورغان أورتيغاس في فرنسا وإسرائيل، وموقف بيروت الذي سيسمعه الموفدان من الرؤساء الثلاثة. وتكتسب هذه الجولة طابعاً يكاد يكون مصيرياً، كونه يُدخِل الساحة المحلية في "أتون" تحديد المعادلات النهائية التي سيرسو عليها الواقع الأمني، سواء بالنسبة لتطبيق اتفاق وقف النار، أو بالنسبة لقرار لبنان بحصر السلاح بيد الدولة فقط.

وفي العنوانين، لا بدّ من التوقف عند خطورة أي "دعسة ناقصة" قد يُقدم عليها لبنان في المفاوضات التي وصلت إلى نقطة النهاية، والتي بات واضحاً فيها "التَعَب" الأميركي من أي مناورات إسرائيلية جديدة تُطيح بكل حراك برّاك، وتعيد المشهد إلى المربع الأول، خصوصاً مع استمرار الرفض الإسرائيلي لأي خطوات باتجاه المبادرة الأميركية التي تطالبها ب"إعلان نية الإنسحاب" ولو من موقع واحد من النقاط الخمس الحدودية.


وبينما تبدو الإستحقاقات الداخلية الأبرز، وفي مقدّمها خطة الجيش "المُنجزة" لتطبيق قرار "حصرية السلاح" معلّقة على ساعة برّاك ـ أورتيغاس، فإن ترابطاً وثيقاً قد سجّلته جهات سياسية عليمة، ما بين موقف لبنان من الطرح الذي سيتسلمه غداً، والموقف الأميركي المُرتقب في جلسة مجلس الأمن المرتقبة لاتخاذ قرار التجديد لعامٍ واحد لقوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان.


وإذا كان من المعلوم أن الديبلوماسية الفرنسية قد نجحت في إحراز تقدمٍ على مستوى تأمين حجم التأييد المطلوب للتصويت على بقاء "اليونيفيل" في لبنان، فإن الجهات "العليمة"، تعترف بأنه من الصعب البناء على موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الرافض من حيث المبدأ لخطوة التجديد، والذي سبق وأن حجب في ميزانية العام 2026 أي خطط تمويل للأمم المتحدة، حيث أن الأرقام هي التي تحدِّد مسار القرار الأممي النهائي لواشنطن في نيويورك.


وبحسب هذه الجهات، فإن مساعي برّاك لم تكتمل بعد لكي يتّضح مصير جلسة مجلس الأمن، وإن كانت درجت العادة أن يتّخذ القرار دائماً في نهاية شهر آب الجاري، إنما ستبدأ المشاورات بين أعضاء مجلس الأمن في الساعات ال24 المقبلة، من أجل الإتفاق على موعدٍ للجلسة التي ستبدأ بدراسة صيغة القرار الجديد التي وضعتها فرنسا "حاملة القلم" والمؤثرة في مسار التجديد ل"اليونيفيل".


في الموازاة، فإن حَبس الأنفاس في بيروت قد وصل إلى درجة متقدمة من الإحتقان والتوتر مع انتشار مناخاتٍ سلبية تتناول العلاقة بين السلطة التنفيذية من جهة، و"حزب الله" من جهةٍ أخرى، في ضوء تأكيد لبنان الرسمي أمام موفدي الدول الداعمة للبنان والمعروفة بدول "الخماسية"، بأن قرار الحكومة في شأن حصرية السلاح "نهائي"، بدلالة بدء النقاش الجديد في أوساط "الخماسية" بسبل تقديم الدعم للحكومة وللجيش اللبناني، من أجل تطبيق هذا القرار.


إلاّ أن التحدي الكبير أمام الحكومة، يبقى في مدى ملاءمة النتيجة التي سيتمكن برّاك وأورتيغاس من الوصول إليها مع إسرائيل، والتي يُمكن أن تلاقي الخطوات اللبنانية الإيجابية وفق واشنطن، والتي نقلت مهمته إلى مستوى متقدّم ورفعت من حظوظ نجاحها. وفي هذا الإطار، تكشف الجهات السياسية العليمة، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير على جبهة اليمن بالتزامن مع العدوان على أهل غزة، يؤشِّر إلى محاولة واضحة لإبقاء هذه الساحات "موحّدة" من حيث الإعتداءات التي لا تتوقف على لبنان وسوريا أيضاً، بينما في المقابل، تبحث واشنطن عن التزامٍ إسرائيلي اليوم تجاه الجبهة اللبنانية يتمثل بوقف الإعتداءات وتنفيذ انسحابٍ، ولو جزئي، في المرحلة الأولى من بعض النقاط المحتلة في الجنوب.


والثابت حتى اليوم، أن حالة عدم اليقين لا تزال تحيط بمناخات المفاوضات الأميركية في إسرائيل، بحيث لم تتضح طبيعة الجواب النهائي على ما هو مطروح من قبل برّاك، بينما يترقّب لبنان كما "حزب الله" ما سيحمله الموفدان، لتحديد مسار التعاطي مع الورقة الأميركية ومع القرار السياسي الرسمي في هذا المجال.


وفي معرض الإجابة عن أسوأ السيناريوهات التي تتوقعّها هذه الجهات السياسية "العليمة"، لما سترسو عليه مهمة برّاك، فهي تؤكد بأنه من الواضح أن لا عودة للحرب لأن الضغط الأميركي يركِّز على تثبيت وقف إطلاق النار، لكن ذلك لا يلغي بقاء الواقع الداخلي على درجة عالية من التأزم السياسي، خصوصاً في حال تشدّدت إسرائيل في جوابها على الورقة الأميركية، وأتى التجديد ل"اليونيفيل" مقروناً بتعديل مهامها وبدء تقليص عديدها في لبنان.


تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة