تتجه الأنظار إلى جنيف غدًا حيث تُعقد محادثات جديدة بين إيران والترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) حول الملف النووي، في جلسة وصفها دبلوماسي فرنسي بأنها "آخر نافذة مفتوحة أمام الجانب الإيراني" قبل إعادة فرض العقوبات الدولية.
وأكد الدبلوماسي الرفيع في حديث إلى "العربية"، اليوم الاثنين، أن "لا شيء يعيق إعادة فرض العقوبات على طهران"، مشددًا على أن إعادة فرض جميع العقوبات التي رُفعت قبل نحو عشر سنوات "لن تحتاج إلى إجماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن"، ما يعني أن روسيا والصين لن تتمكّنا من استخدام حق النقض (الفيتو) لتعطيل الخطوة الأوروبية.
وأضاف: "تحليلنا القانوني هو أن النافذة المفتوحة أمام إيران ستُغلَق قريبًا، ولا شيء يمنع الآن إعادة فرض العقوبات"، مشيرًا إلى أن الترويكا الأوروبية عازمة على اللجوء إلى هذه الآلية في حال استمرار تعثر المفاوضات.
وفيما يتعلق بالمفاوضات الأميركية – الإيرانية، استبعد المصدر الدبلوماسي استئنافها قريبًا، معتبرًا أنه "لا يوجد أفق لاستئنافها على المدى القصير"، ما يعكس انسداد الأفق السياسي بين واشنطن وطهران في هذه المرحلة.
ويأتي الاجتماع غدًا قبل أشهر من انتهاء مهلة إعادة تفعيل "آلية الزناد" المنصوص عليها في الاتفاق النووي الموقّع عام 2015، والمقررة في تشرين الأول المقبل.
كما يأتي بعد سلسلة لقاءات سابقة بين الترويكا الأوروبية والمسؤولين الإيرانيين، فشلت خلالها محاولات لعب دور الوساطة بين طهران وواشنطن لإحياء اتفاق نووي جديد.
وتجدر الإشارة إلى أن الترويكا الأوروبية كانت لوّحت مرارًا في الأشهر الماضية بتفعيل "آلية الزناد"، التي تتيح إعادة فرض جميع عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران بشكل تلقائي، في حال عدم امتثالها الكامل لبنود الاتفاق.
ويُنظر إلى هذه الخطوة بوصفها ورقة ضغط أخيرة بيد الأوروبيين قبل انهيار ما تبقى من التفاهم النووي.
الـــمــــزيــــــــــد
