المحلية

الثلاثاء 26 آب 2025 - 04:59

هل يستدرج "حزب الله" صداماً داخلياً؟

هل يستدرج "حزب الله" صداماً داخلياً؟

"ليبانون ديبايت"


على الرغم من أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم قد استبق وصول الموفد الأميركي توم براك إلى بيروت محمّلاً بموقف إسرائيلي صدر ببيان مؤيّد لـ"خطوات متبادلة إذا اتخذت القوى الأمنية اللبنانية خطوات لنزع سلاح حزب الله"، فرفض "الخطوة مقابل خطوة"، فإن عناصر المشهد الداخلي والمحطة التي وصلت إليها مهمة براك، تدل على مفترق طرق حاسم، تتحدد فيه المسارات المتعلقة بالوضعين في الجنوب كما في الداخل.


ويتوقف الكاتب والمحلل السياسي نبيل بومنصف عند تصعيد الحزب، معتبراً أنّه يثير القلق مما ينتظر الساحة الداخلية في المرحلة المقبلة بنتيجة هذا التصعيد بوجه قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية. وإزاء ما هو مرتقب على صعيد جولة مباحثات براك اليوم في بيروت وجواب إسرائيل على الورقة الأميركية، يؤكد المحلل بومنصف لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ الأساس هو في الخطوات التنفيذية وليس بالبيانات أو التصريحات، بمعنى أن استجابة نتنياهو للوساطة الأميركية وموافقته على ورقة توم براك يجب أن تتوازى مع خطوات إجرائية تترجم ورقة براك.


وفي هذا الإطار، يركز بومنصف على أهمية تلازم الخطوات، مشيراً إلى أنّ ترجمة "توازي الخطوات"، وفق الورقة الأميركية والتي عدّلتها الحكومة اللبنانية، قد تتم عبر تحديد موعد وبدء الانسحاب من نقطة أو نقطتين من النقاط التي احتلتها إسرائيل، ووقف اعتداءاتها وعمليات الاغتيالات لـ15 يوماً، مقابل أن يبدأ الجيش اللبناني بالعمل على بسط سلطة الدولة من نقاط معينة شمال وجنوب الليطاني.


ويشدد بومنصف على أنّه على إسرائيل أن توافق على الأولويات التي حدّدتها الحكومة وعلى مطالب لبنان، معتبراً أن البيان الصادر عن مكتب بنيامين نتنياهو غير كافٍ.


ورداً على سؤال عن موقف "حزب الله"، يجد بومنصف أنّه عندما يقدم الموفد الرئاسي موقفاً إسرائيلياً فيه تنازل، فإن الحكومة ستتخذ القرار المناسب، وذلك في حال بقي الحزب متمسكاً بسقفه العالي ضد قرار "حصرية السلاح"، وبالتالي فإن الجيش سيكون معنياً بتطبيق قرار مجلس الوزراء.


وعن تصعيد الحزب وتمسكه بموقفه، يرى بومنصف أنّه سيبدو وكأنه يستدرج صداماً، لأن الجيش ينفذ قرار السلطة السياسية، وذلك بالتفاهم الذي تُجمع عليه كل الأطراف، ولكن إذا استدرج الحزب الجيش إلى الصدام فقد يحصل إشكال، مع العلم أنّ الحكومة تنفذ اتفاق الطائف في قرارها ببسط سلطتها على كامل أراضيها، ولم تتحدث يوماً عن "نزع سلاح الحزب".


ووفق بومنصف، فإن موقف الحزب التصعيدي بوجه الحكومة يأتي في سياق الموقف الإيراني ويعبّر عن إنكارٍ للواقع، وإن كان خطاب الحزب لم يعد يُقنع أي فريق لبناني، خصوصاً بالنسبة لما يطرحه عن مخاوف تمنعه من تسليم السلاح للشرعية اللبنانية وحديثه عن الحاجة للحماية، علماً أنّ سلاح الحزب فشل في حمايته بحد ذاته في الحرب الأخيرة.


وهنا يتحدث بومنصف عن "ازدواجية خطيرة" في موقف الحزب وطرحه المتعلق بالمخاوف من مرحلة ما بعد تسليم السلاح، واتهامه للحكومة بضرب الميثاقية ومخالفة اتفاق الطائف في قرار "حصرية السلاح"، مشيراً إلى أنّ قرار الحزب بمساندة غزة لم يحترم الميثاقية وضرب الطائف، بينما قرار الحكومة هو تنفيذ لاتفاق الطائف الذي يتمسك به رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في أي قرار حكومي، إذ يحرص على احترام المنطق الدستوري وأن يحافظ على منطق الدولة.


وعن الخشية من أي خطر إرهابي قد يهدد الحزب من وراء الحدود مع سوريا، يعتبر بومنصف أنّ كل اللبنانيين يتخوفون من أي خطر إرهابي، مشيراً إلى أنّ مواقف الرئيس السوري أحمد الشرع الأخيرة تمثل سابقة في الخطاب السوري، إذ أنّ موقفه إزاء لبنان يعبّر عن منطق الدولة ويختلف عن منطق السيطرة على لبنان أو تهديده أو تهديد أي طرف فيه.


ورداً على سؤال حول خطوة تسلّم الجيش سلاحاً من مخيم برج البراجنة في الأسبوع الماضي، يرى بومنصف أنّها "رمزية، لأن الدولة دخلت للمرة الأولى إلى مخيم فلسطيني وأخذت سلاحاً، مهما كانت طبيعة أو حجم هذا السلاح، فالخطوة رمزية ومهمة بسبب دخول الدولة إلى المخيمات التي سببت الحرب الأهلية في لبنان. ولكن في المنحى الإجرائي لهذه الخطوة، والذي جعل جماعة الممانعة يصفونه بالمسرحية، يستدعي اتخاذ إجراءات أكثر جدية تؤكد حقيقة الخطوة وتسلم السلاح الفلسطيني بشكل جدي وحقيقي".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة