دخلت الأزمة الدبلوماسية بين البرازيل وإسرائيل مرحلة جديدة أكثر حدّة، بعدما رفضت حكومة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اعتماد تعيين غالي داغان، السفير الإسرائيلي السابق في كولومبيا، ممثلاً دبلوماسياً جديداً في برازيليا. هذا الرفض ترك منصب السفير الإسرائيلي شاغراً منذ مغادرة السفير السابق دانييل زوشين، فيما لا يوجد أيضاً سفير برازيلي في تل أبيب منذ أن استُدعي إلى بلاده في شباط 2024 عقب خلاف حاد مع الحكومة الإسرائيلية.
وزارة الخارجية الإسرائيلية ردّت معتبرة أن "الموقف العدائي الذي تبنّته البرازيل منذ 7 تشرين الأول، تصاعد بشكل خطير بعد أن شبّه رئيسها لولا ممارسات إسرائيل بجرائم النازية"، ما دفع تل أبيب إلى اعتباره "شخصاً غير مرغوب فيه". وأوضحت الخارجية أنّه بعد تجاهل برازيليا الرد على طلب إسرائيل اعتماد داغان، تمّ سحب الترشيح، لتبقى العلاقات محصورة بمستوى دبلوماسي أدنى.
الخطوة البرازيلية تأتي امتداداً لجملة إجراءات اتخذتها حكومة لولا في الأشهر الماضية. ففي تموز الفائت، أعلنت البرازيل انسحابها من "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA)". بعد ذلك بأسابيع، انضمت برازيليا إلى الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، متهمة تل أبيب بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة، وهي تهمة رفضتها إسرائيل وحلفاؤها الغربيون.
وتعود جذور التوتر إلى شباط 2024، حين شبّه لولا عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة بجرائم النازيين، ما فجّر عاصفة دولية ودفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاتهامه بـ"تشويه ذكرى المحرقة". على الأثر، استدعت إسرائيل السفير البرازيلي وأعلنت الرئيس البرازيلي "شخصاً غير مرغوب فيه".
ورغم الضغوط، واصلت حكومة لولا رفضها تلبية مطالب دولية بالاعتراف بـ"حماس" منظمة إرهابية، مؤكدة أنها ستلتزم فقط بقرارات مجلس الأمن الدولي.
الـــمــــزيــــــــــد
