أكد السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أنّ حركة حماس تتحمّل المسؤولية الكاملة عن الأزمة الإنسانية في غزة، رافضًا تحميل إسرائيل المسؤولية عمّا وصفته الأمم المتحدة بـ"المجاعة".
وقال هاكابي في مقابلة مع برنامج "ستوديو ون مع فضيلة" من القدس:
"لا أعتقد أن إسرائيل سبب المجاعة. لقد قدمت ملايين الأطنان من الغذاء لغزة، ولم يحدث في التاريخ أن دولة تعرضت لهجوم كما حدث في السابع من تشرين الأول واستمرت رغم ذلك في إرسال الغذاء".
وأضاف: "حماس سرقت معظم الغذاء الموجه إلى غزة وأعادت بيعه في السوق السوداء. حتى غذاء الأمم المتحدة سُرق بنسبة 92% وفق تقاريرها. وبالتالي القول إن إسرائيل هي السبب ليس صحيحًا".
وتابع: "نعم، هناك صور مأساوية للأطفال الجوعى، وأنا أتعاطف مئة في المئة مع المدنيين، لكنني لا أتعاطف مع حماس. هي التي وضعت شعبها في هذه الظروف المأساوية، ولو اعترفت بأن ما فعلته في السابع من تشرين الأول كان خطأ لانتهت هذه المأساة".
وحول تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أن الحرب قد تنتهي خلال "أسبوعين أو ثلاثة"، قال هاكابي: "أتمنى أن يكون هذا هو الأمر، وسوف أقدم له الثقة. ربما يملك الرئيس معلومات يتحدث على أساسها، لكني لست مدركًا أن هناك شيئًا حتميًا".
وأضاف: "الجميع يرغب في أن ينتهي هذا الأمر، لأن ما يجري مأساة للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".
ورغم الانتقادات الموجهة له بأن خطابه أشد من خطاب بعض أقطاب اليمين الإسرائيلي، قال هاكابي إنّ الأمر مرتبط بسياق سياسي ودبلوماسي معقّد، مشيرًا إلى أنّ الأوروبيين دفعوا في منتصف الحرب نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واصفًا ذلك بـ"التوقيت الفظيع وخرق اتفاقية أوسلو".
واعتبر أنّ هذا الطرح أضعف السلطة الفلسطينية وشجّع حماس على التشدد، كما دفع إسرائيليين لإعلان نيتهم فرض السيادة على بعض المناطق.
ورداً على سؤال عن سخريته من مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الدولة الفلسطينية، قال هاكابي: "أنا أمثل الولايات المتحدة هنا. تصريحي حول أن يمنح ماكرون قطعة من الريفييرا الفرنسية كان إشارة إلى أن من يطرح فكرة الدولة الفلسطينية يجب أن يحدد أين ستقوم وكيف ستدار، وبأي ضمانات أمنية".
وفي ختام المقابلة، تطرق السفير الأميركي إلى الملف السوري، قائلاً: "هناك فرصة للتطبيع بين سوريا وإسرائيل في حال التوصل إلى اتفاق أمني. الوضع هش وحساس في سوريا، لكن يمكن أن يكون هناك سلام إذا اختارت دمشق التعاون. أود أن أرى سوريا شريكًا في الاتفاقيات الإبراهيمية في المستقبل القريب".
وشدّد هاكابي على أنّ الاستقرار الإقليمي يظل رهناً بوقف الدعم للجماعات المسلحة، معتبرًا أن استمرار التصعيد يهدد أي مساعٍ نحو السلام.
الـــمــــزيــــــــــد
