أفادت القوات البرية الإسرائيلية العاملة في غزة بأنها تعاني من نقص حاد في المعدات بسبب قيود الميزانية، وهو ما يهدد حياة الجنود بشكل مباشر.
وكشفت صحيفة هآرتس أنّه بعد قرابة عامين من القتال، وفي ظل التحضير لعملية كبرى في مدينة غزة، يبدو أن الجيش الإسرائيلي بلغ حدوده المالية. ونقلت عن ضابط رفيع يخدم باستمرار في غزة منذ اندلاع الحرب قوله: "ببساطة، لا توجد ميزانية كافية لإنجاز الأمور على النحو الأمثل"، مضيفاً، "انظر إلى العملية في إيران التي نُفذت بأعلى مستوى، ثم تجد نفسك هنا تطلب دعماً فيقال لك لا يوجد مال... هذا يُعرّض جنود المشاة للخطر".
وأقرّ ضابط في سلاح الدبابات بأن قواته طُلب منها في وقت ما عدم إطلاق القذائف إلا عند الضرورة القصوى بسبب النقص الحاصل، مضيفاً: "قطع غيارنا في أسوأ حالة رأيتها خلال خدمتي، ومحركات الدبابات لم تخضع للصيانة الدورية المطلوبة منذ بدء الحرب، لأن الجيش ببساطة غير قادر على مواكبة متطلبات الإصلاح".
كما انتشرت على مجموعات التواصل الاجتماعي رسائل لجنود يشكون نقص الدعم ويطالبون بالمساعدة، بينها رسالة من وحدة اتصالات في كتيبة مدرعة جاء فيها: "نحن وحدة احتياطية نحصل على معدات قديمة تُعرّض حياتنا للخطر. ننتشر بشكل متكرر في غزة ونفتقد المعدات العملياتية الأساسية".
وأبرزت الصحيفة أن هناك توتراً مزمناً داخل المؤسسة العسكرية بين القوات البرية (الزي الأخضر) والقوات الجوية (الزي الأزرق)، وقد تفاقم بعد الحملة الأخيرة على إيران التي قادها سلاح الجو واعتُبرت حرباً قصيرة انتهت بالنصر، بينما تُوصف غزة بأنها مستنقع طويل بلا نهاية واضحة، تتحمل القوات البرية عبئه الأكبر.
كما لفتت هآرتس إلى أنّ وزارة الدفاع تتبع نهجاً مختلفاً في تجهيز القوات البرية مقارنة بسلاح الجو، حيث يقتصر تزويد المشاة على معدات أقل جودة وكميات محدودة، في حين يحظى الطيران بأنظمة أكثر تطوراً. وهو ما يزيد المخاطر على جنود الاحتياط، خصوصاً مع التحضير لعملية واسعة للسيطرة على مدينة غزة.
وقال أحد الضباط الميدانيين: "إذا كان الهدف هو الاستيلاء على غزة وهدم المباني الشاهقة، فسيحتاجون إلى نهج جديد كلياً، وسيكون على سلاح الجو لعب دور رئيسي، وإلا فلا أرى كيف سينجز ذلك".
في المقابل، رد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول: "يخوض الجيش معارك مستمرة منذ نحو عامين، ويدير ميزانيته بحكمة وفقاً للتقييمات العملياتية، مع إعطاء الأولوية القصوى للاحتياجات القتالية والمعدات المطلوبة".