قال معهد العلوم والأمن الدولي، الأربعاء، إن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت أن إيران باشرت "عملية تطهير" سريعة في موقع نووي شمالي طهران تعرض لغارات إسرائيلية في حزيران الماضي، بهدف "محو الأدلة على أي عمل لتطوير أسلحة نووية" محتمل.
وأوضح التقرير أن الصور تكشف جهودًا واسعة لإزالة المباني المتضررة أو المدمرة، مشيرًا إلى أن "وتيرة العمل السريعة تهدف إلى محو أي أثر يدين طهران بأنشطة أبحاث أو تطوير مرتبطة بالأسلحة النووية".
المعهد، وهو مركز أبحاث مستقل يُعنى بوقف انتشار الأسلحة النووية ويرأسه المفتش الأممي السابق دافيد أولبرايت، أكد أن إسرائيل استهدفت الموقع المعروف باسم "موجده" أو "لاويزان 2" مرتين في 18 حزيران، ضمن عملية عسكرية واسعة شملت مئات الأهداف في أنحاء إيران.
بحسب التقرير، أصابت الضربة الأولى عدة مبانٍ بينها منشأة مرتبطة بمعهد الفيزياء التطبيقية، وأخرى يُعتقد أنها متصلة بمجموعة "شهيد كريمي" التي تخضع لعقوبات أميركية بسبب أنشطة في مجال الصواريخ والمتفجرات. أما الغارة الثانية فدمّرت مبنى معهد الفيزياء التطبيقية وألحقت أضرارًا بمبنى أمني وورشة عمل.
وأظهرت صور أقمار اصطناعية التُقطت في 3 تموز بدء أعمال التنظيف وإزالة الأنقاض، بينما أظهرت صور لاحقة في 19 آب هدم المباني المتبقية وإزالة الركام بالكامل، بما في ذلك المبنى المشتبه بارتباطه بمجموعة "شهيد كريمي".
يأتي هذا التطور بينما تجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات في طهران لاستئناف عمليات التفتيش التي تعطلت بعد الحرب بين إسرائيل وإيران من 13 إلى 24 حزيران، والتي شملت أيضًا ضربات أميركية على منشآت "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان".
وقال مدير الوكالة رافايل غروسي، في ختام زيارة إلى واشنطن، إن إيران "ملزمة قانونًا بالسماح باستئناف عمليات التفتيش"، مشددًا على أن الوكالة تسعى إلى زيارة جميع المواقع ذات الصلة ومتابعة مخزون طهران من اليورانيوم المخصب، الذي يتجاوز 400 كلغ بمستوى قريب من درجة تصنيع الأسلحة.
وفي موازاة ذلك، يستعد الاتحاد الأوروبي (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) لإطلاق آلية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران لانتهاكها الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
لم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على طلب التعليق، فيما تكرر طهران نفيها السعي لامتلاك سلاح نووي وتؤكد أن برنامجها النووي "لأغراض سلمية بحتة".
الـــمــــزيــــــــــد
