"ليبانون ديبايت"
بينما تغرق بيروت في العتمة، وتتهاوى طرقاتها، وتُترك حدائقها وحرشها للإهمال، وتبقى خزينتها خاوية غير قادرة على تأمين أبسط مقومات العيش الكريم لأهلها، تُقام غدًا حفلة فنية ضخمة للفنان عمرو دياب على أرض تعود ملكيتها لبلدية بيروت.
حفلة تدرّ عائدات تُقدّر بأكثر من مليوني دولار، لكن الشركات المنظمة المنتج ربيع مقبل، شركة SMS التابعة لسوليدير، وشركة برو لاين ترفض حتى الساعة دفع المستحقات المترتبة عليها لصالح بلدية بيروت، وكأنّها فوق القانون، وكأنّ المال العام مباح للسطو والاستغلال.
عدد من أعضاء المجلس البلدي أطلقوا صرخة واضحة مفادها أنه لا يجوز الاستمرار بهذا النهج. فخزينة بيروت المنهوبة لا تحتمل المزيد من الهدر، وحرمانها من حقوقها يعني حرمان أهل العاصمة من خدمات حيوية، إنارة، نظافة، بنى تحتية، وصيانة مرافق عامة. ومع ذلك، يستمر المشهد المتنقل بأن "ملايين الدولارات تجبى من الحفل، بينما بيروت لا تنال فلسًا واحدًا!"
إنّ السكوت عن هذا الملف يُعتبر تواطؤًا موصوفًا. وإذا كان في بلدية بيروت إدارة حقيقية تحترم نفسها وكرامة بيروت، كان عليها أن توقف هذا الحفل فورًا حتى دفع المستحقات كاملة. فمن غير المقبول أن يتحول المال العام إلى غنيمة، بينما العاصمة تعيش على فتات الإهمال.
هذا الملف برسم رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، القضاء، بلدية بيروت، محافظ بيروت، وفعاليات وأهل بيروت. المطلوب ليس بيانات شجب، بل فرض غرامات مالية صارمة على هذه الشركات، وإجبارها على دفع ما لا يقل عن 5% من عائدات الحفل لصالح بلدية بيروت.
كرامة أهل العاصمة وحقوقهم أهم بكثير من بعض بطاقات الدعوات التي تُوزّع على موظفين أو أعضاء بلدية لإسكاتهم، فبيروت لا تُبنى بالصلبطات ولا بالمجاملات، وبيروت لا تعود إلى عصر الذهب عبر حفلات فوق أنقاضها، بل عبر حماية أموالها وصون حقوق ناسها.
الـــمــــزيــــــــــد
