"ميكانيسم" وقف إطلاق النار بات خارج الخدمة!

"ليبانون ديبايت"

عشية جلسة مجلس الوزراء المقرّرة في الثاني من شهر أيلول المقبل، والتي ستعرض فيها قيادة الجيش الخطة التي تمّ تكليفه بها من أجل تحديد الإجراءات العملية والزمنية لحصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية، تزدحم السيناريوهات وتتناقض التسريبات حول مسار هذه الجلسة التي تحظى بمتابعة ورصد الداخل كما الخارج، للكشف عن خطة الجيش. ويرى الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، أن المستجدات على صعيد "حصرية السلاح" في الأيام الماضية "ليست سهلة وتبرّر للجيش تأجيل أو تأخير خطته".

وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، يعرض العميد ملاعب للمواقف الأميركية المتصلّبة بعد زيارة الموفد الرئاسي توم براك لإسرائيل وعودته من دون أي جواب إيجابي، وخصوصاً بالنسبة لمواقف أعضاء الوفد الأميركي المرافق له، لا سيما السيناتور ليندسي غراهام، وهو صاحب نظرية "استعملوا السلاح النووي في غزة".

ويرى ملاعب، أن مرافقة السيناتورغراهام لتوم براك، تؤشّر إلى أن "الوضع لا يمكن أن يساعد على أي التزام لبناني، خصوصاً وأن الوفد الأميركي "ذهب بشيء وعاد بشيء آخر" كما قال الرئيس نبيه بري.

وبالتالي، يشير ملاعب إلى أن برّاك عاد من إسرائيل من دون أجوبة أي ب "سلّة فارغة"، ما يؤكد أن "ميكانسيم" وقف إطلاق النار قد أصبح خارج الخدمة، أي أن إسرائيل أصبحت في حلٍّ منه.

ومن ضمن هذا السياق، يعتبر ملاعب أن "الأميركي نفّذ غايته بالتمديد لليونيفيل لعام واحد وأربعة أشهر فقط، بمعنى أنه ومن الناحية المبدئية، فهو يحشر لبنان لتجهيز بديل لليونيفيل، وأن يكون الجيش اللبناني هو البديل من دون تقديم أي إمكانات مشروطة بحصر السلاح، وهذا مطلب تعجيزي في ظل الوضع الذي يمرّ به لبنان، لأن الجيش غير قادر على ملء الفراغ الناجم عن السحب التدريجي لقوات اليونيفيل من الجنوب".

وانطلاقاً ممّا تقدم، يرى ملاعب، أن الورقة الأميركية بأهدافها ال8 قد توقف عملها، إلاّ أنه يلفت إلى موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الداعم للبنان على المستوى الدولي، عبر إعلانه بأن حصر السلاح يأتي بعد انسحاب إسرائيل من المواقع التي احتلتها بعد وقف إطلاق النار.

ويؤكد ملاعب، أن لبنان اتخذ قراراً بحصر السلاح بيد الدولة وما زال عند هذا الموقف، ولكن إذا ساعدت الدبلوماسية الفرنسية لبنان على المستوى الدولي، ودعمت موقفه لجهة أنه لا يمكن للبنان أن ينزع سلاح جماعة تقاوم إسرائيل في الوقت الذي لا تزال فيه إسرائيل تواصل احتلالها، فإن هذا الأمر يشكل تطوراً بالغ الأهمية.

وعن سيناريو جلسة الثلثاء الحكومية، يتوقع ملاعب تأجيل جلسة الحكومة أو أن تعطي الحكومة مهلةً لقيادة الجيش لتعليق تقديم الخطة، حتى يثبت تعهد أميركي كما وعد براك في زيارته الرابعة في حديثه عن تعاون إسرائيلي أي عبر الإنسحابات المتزامنة، وبالتالي "تجميد خطوة تقديم الجيش خطته حتى يتّضح القرار السياسي".