أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال يعمل على عقد لقاء يجمع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في محاولة لوقف الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لوكالة "فرانس برس"، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن "الرئيس ترامب وفريقه للأمن القومي يواصلون التواصل مع المسؤولين الروس والأوكرانيين من أجل عقد اجتماع ثنائي لوقف القتل وإنهاء الحرب".
ويأتي هذا الإعلان بعد تحذير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من "تلاعب" بوتين بنظيره الأميركي.
من جانبها، أوضحت موسكو أن بوتين لا يستبعد لقاء زيلينسكي "شريطة التحضير الجيد على مستوى الخبراء"، وفق ما أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الذي شدد على أن "أي لقاء على أعلى مستوى يجب أن يُمهّد له عبر ترتيبات تقنية وسياسية مسبقة".
ورأى مراقبون أن هذا الشرط يعكس رغبة روسية في المماطلة والتأجيل.
وكانت واشنطن كثّفت ضغوطها خلال الأسابيع الأخيرة للدفع نحو عقد هذا اللقاء، خصوصاً بعد القمة الثنائية التي جمعت ترامب وبوتين في ألاسكا يوم 15 آب الجاري.
ففي حين تحدث ترامب بعد القمة عن إمكانية عقد لقاء قريب بين بوتين وزيلينسكي، أكد الجانب الروسي أن "هذا الملف لم يُطرح إطلاقاً"، ما عكس تبايناً واضحاً بين الطرفين.
وكشف المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قبل أيام أن الرئيس ترامب أصيب بـ"خيبة أمل" جراء تراجع موسكو عن إعطاء أي التزام واضح بشأن اللقاء، بعدما كان أبدى تفاؤلاً عقب قمة ألاسكا.
وتشترط موسكو لتحقيق السلام أن تتخلى أوكرانيا عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن تتنازل عن أراضٍ في الشرق الأوكراني، ولاسيما إقليم دونيتسك، إضافة إلى إزالة أي تهديدات عسكرية أوكرانية ووقف الوجود الغربي على الأراضي الأوكرانية.
في المقابل، تتمسك كييف بحقها في السيادة على كامل أراضيها، وتطالب بضمانات أمنية أميركية وأوروبية رادعة تحميها من أي تهديد روسي في المستقبل، وهو ما يجعل فرص عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي رهناً بتفاهمات معقّدة لم تتبلور بعد.
الـــمــــزيــــــــــد
