ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، كلمة في الاحتفال التأبيني الذي أقيم في بلدة النبي شيت لمناسبة الذكرى السنوية لرحيل السيد أحمد قاسم شكر، بحضور حشد من علماء الدين وفعاليات سياسية ونيابية وقضائية وعسكرية وتربوية واجتماعية، إضافة إلى أهالي البلدة والمواطنين.
استهل الخطيب كلمته بالتوقف عند مسيرة الراحل الذي كرّس حياته في خدمة الدين وأهله، مشيراً إلى أن رحيله المبكر "ترك فراغاً كبيراً".
وأكد أن الدين هو الذي يرسم النهج الصحيح للناس ويعصمهم من الضلال، مضيفاً: "إذا مات العالم ثُلم للإسلام ثلمة لا يسدها شيء".
ولفت إلى أن المواقف السياسية التي اتخذها العلماء والمراجع في الماضي والحاضر لم تُبنَ يوماً على مصالح طائفية، بل على وحدة الأمة.
وقال: "لسنا طائفة، نحن جزء من هذه الأمة كلها… الطائفية عندنا حرام والعصبية عندنا حرام".
الخطيب ذكّر بمناسبة تغييب الإمام السيد موسى الصدر، الذي قاد مسيرة الإصلاح والوحدة الوطنية، وسعى إلى بناء دولة العدالة الاجتماعية والمواطنة.
وأكد أن الصدر عندما أخفق في إقناع القوى اللبنانية بإصلاح النظام السياسي، حذّر من انهيار البلاد، وحين اندلعت الحرب الأهلية، أسس المقاومة من خلال حركة "أمل" ليقول للبنانيين إن العدو الحقيقي هو إسرائيل لا الطوائف الأخرى.
وتابع: "البعض حتى الآن لا يريد أن يفقه خطورة العدو الإسرائيلي على الجميع، فيهاجم المقاومة وسلاحها، بل ويُظهر عداءً للطائفة الشيعية في لبنان، متجاهلاً تضحياتها الكبيرة خلال أكثر من خمسين عاماً من مواجهة إسرائيل".
وشدد الخطيب على أن التمسك بسلاح المقاومة ليس مشروعاً طائفياً، بل خيار وطني لمواجهة مشاريع تقسيم لبنان وتحويله إلى كانتونات.
وأضاف، "نحن متمسكون بالوحدة الوطنية وببناء دولة قوية وعادلة تحفظ جميع الطوائف وتدافع عن اللبنانيين كلهم".
وأكد أن المقاومة لا تريد إرسال أبنائها إلى المقابر، بل تريد لهم أن يتعلموا ويبقوا في خدمة بلدهم، مشيراً إلى أن غياب الدولة القادرة على حماية السيادة هو ما دفع الشيعة إلى التمسك بالسلاح: "نضحي بأنفسنا ودمائنا قرباناً للبنان ولكرامة لبنان"، على حد قوله.
وختم الخطيب بدعوة اللبنانيين جميعاً إلى التوحّد على خيار حماية لبنان، محذراً الحكومة من المضي في قرارات "تتماهى مع ما تريده إسرائيل والولايات المتحدة".
وقال: "ذلك ليس فيه كرامة ولا شرف، بل تخلٍّ عن الواجب وتسليم لبنان هبة سهلة للعدو الإسرائيلي".
الـــمــــزيــــــــــد
