تشهد العاصمة اليمنية صنعاء ارتباكاً غير مسبوق في صفوف جماعة الحوثي عقب الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي أودت برئيس حكومتها أحمد الرهوي وتسعة من وزرائه. مصادر محلية تحدثت عن فرار قيادات بارزة من الصف الأول نحو مخابئ في صعدة وعمران، بينهم محمد علي الحوثي وعبد الكريم الحوثي وأبو علي الحاكم وأحمد حامد، في ظل أوامر صارمة صدرت بمغادرة المقار الرسمية وتجنّب الأماكن العامة خشية الاستهداف.
اللافت أن معظم قيادات الصف الأول غابوا عن مراسم تشييع الرهوي ووزرائه، ما أثار استياء العائلات والموالين، واعتُبر دليلاً على حالة الذعر الداخلية. في المقابل، حاول القائم بأعمال رئيس الحكومة محمد مفتاح طمأنة أنصار الجماعة بخطاب شدد فيه على "تماسك الدولة" واستمرارية المؤسسات، فيما واصل زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي تهديداته لإسرائيل وتوعد بمزيد من الهجمات الصاروخية والبحرية، مقرونة بوعيد داخلي ضد من يصفهم بـ"الخونة والعملاء".
وعلى خط موازٍ، صعّدت الجماعة من عمليات الاعتقال بحق موظفين أمميين ويمنيين، حيث أكدت الأمم المتحدة أن الحوثيين يحتجزون 11 موظفاً جديداً إلى جانب 23 آخرين منذ أعوام، وسط إدانات أوروبية ودولية متزايدة. تقارير حقوقية أشارت أيضاً إلى حملات ملاحقة واعتقالات طالت عشرات المعلمين والتربويين في تعز ومناطق أخرى، ما يعكس حالة توتر أمني داخلي متصاعد.
ويرى مراقبون أن استهداف إسرائيل لقيادة الصف الأول شكّل تحولاً استراتيجياً في المواجهة، إذ انتقلت من ضرب المنشآت إلى استهداف القادة مباشرة، وهو ما قد يهدد تماسك البنية السياسية والعسكرية للجماعة. في المقابل، يسعى الحوثيون إلى التغطية على خسائرهم بمزيد من التصعيد ضد إسرائيل وتشديد القبضة الأمنية في الداخل.
الـــمــــزيــــــــــد
