أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بياناً حذّر فيه من خطورة الواقع الذي يعيشه لبنان، مشيراً إلى أنّ "البلد دولة ومؤسسات تعاني، وشعب وقطاعات تنزف، ووضع اقتصادي مرير، ودولة تعيش أزمات تشغيلية عميقة، وواقع اجتماعي دون القاع".
وأكد أنّ المطلوب اليوم هو "إنقاذ إنسان هذا البلد" عبر إعادة توظيف الإمكانات الوطنية وتعزيز الشراكة المجتمعية، بما يضمن المفهوم الاجتماعي للدولة والناس "وسط منطقة تحترق بالأزمات الوجودية".
وأضاف قبلان: "الأولوية هي دولة الناس وخدماتها وما يلزم لسيادتها، بعيداً عن لعبة الدول المستأجرة والصفقات التي تتعارض مع صميم مصالح هذا البلد وشراكته الوطنية. كل ما يخدم لبنان ويزيد من لحمة ناسنا ومجتمعنا ضرورة وطنية عليا، وكل ما يمزق شرائح هذا البلد يضع لبنان في قلب المجهول."
وتابع مؤكداً أنّ القضية الأساسية تكمن في كيفية "النهوض معاً والعيش معاً وضمان المستقبل معاً وحفظ قداسة لبنان وناسه وتاريخه، بعيداً عن خرائط الإبادة العشوائية لمصالح لبنان الأساسية".
وختم المفتي قبلان بالتشديد على أنّ واقع لبنان لا يقوم إلا بالمشاركة والتعاون والتضامن، محذّراً من تحميل البلاد أكثر مما تحتمل "حتى لا نضرب الأسس الضامنة للبنان".
مواقف المفتي قبلان تأتي في ظل أزمات اقتصادية ومالية واجتماعية غير مسبوقة يعانيها لبنان منذ العام 2019.
مرجعيات دينية وسياسية لبنانية كانت قد شددت مؤخراً على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وتجنّب الانقسامات الداخلية وسط اشتداد الضغوط الإقليمية والدولية.
هذه الرسالة تأتي انسجاماً مع دعوات متكررة من القيادات الدينية إلى اعتماد الحوار والتعاون كمدخل لإنقاذ لبنان من الانهيار.
الـــمــــزيــــــــــد
