الميكروفون كشف زوكربيرغ: هفوة أمام ترامب تحولت إلى حدث في البيت الأبيض

شهد البيت الأبيض لحظة محرجة وغير متوقعة خلال قمة تكنولوجية دعا إليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمشاركة عشرات من كبار قادة "وادي السيليكون"، من بينهم مؤسس ورئيس "ميتا" مارك زوكربيرغ، المدير التنفيذي لشركة "أبل" تيم كوك، ورئيس "غوغل" سوندار بيتشاي، إلى جانب سام ألتمان وبيل غيتس. وقد غاب عن اللقاء رجل الأعمال إيلون ماسك، الذي قال إنه دُعي لكنه لم يتمكّن من الحضور.

خلال اللقاء، توجه ترامب إلى زوكربيرغ بسؤال مباشر: "كم ستستثمر في الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة في مجال الذكاء الاصطناعي؟". بدا زوكربيرغ متفاجئاً، وأجاب بتردّد: "أوه، ربما… لا أعرف… على الأقل 600 مليار دولار حتى 2028". الرئيس الأميركي بدا راضياً عن الإجابة وقال مبتسماً: "هذا رقم ضخم، شكراً مارك، من الجيد أنك هنا".

لكن اللحظة التي أثارت ضجة لم تكن في الإجابة نفسها، بل فيما تلاها. إذ التقطت الميكروفونات التي بقيت مفتوحة تعليقاً جانبيّاً لزوكربيرغ وهو يهمس لترامب: "آسف، لم أكن مستعداً… لم أكن متأكداً أي رقم كنتَ تريد أن أقول". المقطع سرعان ما انتشر على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وحوّل تصريح زوكربيرغ إلى مادة ساخرة بين المتابعين.

اللافت أنّ هذه الحادثة جاءت بعد عام واحد فقط من تهديد ترامب علناً بإرسال زوكربيرغ إلى السجن، قبل أن تتبدّل العلاقة بينهما جذرياً. فخلال الأشهر الماضية، سعى رئيس "ميتا" إلى التقرب من ترامب: اشترى عقاراً فخماً في واشنطن، تبرّع بمليون دولار لحفل تنصيب الرئيس، غيّر سياسات شركته وألغى برامج التنوع والشمول (DEI)، دفع له 25 مليون دولار لإنهاء دعوى استمرت أربع سنوات تتعلق بحظره من "فيسبوك" عام 2021، كما عقد معه لقاءات خاصة متكررة.

زوكربيرغ حاول لاحقاً احتواء الموقف عبر منشور على منصة "ثردز"، حيث كتب: "إذا استمرّت وتيرة التطور في الذكاء الاصطناعي على هذا النحو، فهناك احتمال كبير أن نستثمر أكثر من ذلك بكثير. أبلغت الرئيس بأننا نخطط لاستثمار أكثر من 600 مليار دولار في الولايات المتحدة حتى 2028، وقد يكون الرقم أعلى بكثير مع نهاية العقد. لم أكن متأكداً أي رقم كان يقصد، لذا ذكرت الرقم الأدنى حتى 2028 وشرحت له التفاصيل لاحقاً".

وبينما وُصفت الهفوة بـ"اللحظة المحرجة"، يرى مراقبون أنّها عكست طبيعة العلاقة المستجدة بين ترامب وزوكربيرغ، علاقة مصلحية يطغى عليها النفوذ السياسي من جانب الرئيس والطموح التجاري من جانب رئيس "ميتا"، في وقت تواصل فيه شركات التكنولوجيا العملاقة سباق الاستثمار الهائل في قطاع الذكاء الاصطناعي.